الاجتثاث هو الحل الوحيد..!
حملة الحرب على المخدرات التي تكثفت منذ مطلع شهر شوال الحالي 1444هـ هي أكبر حملة، وأقوى عزيمة وحزمًا لاجتثاث هذا الداء العضال من المجتمع السعودي.. فالمجتمع الحيوي هو إحدى ركائز رؤية الخير 2030م.
هناك أسباب لامتهان المخدرات، ومن أهمها في نظري الشخصي سببان، هما: الجشع المالي، وهو إحدى الملذات التي يتمتع بها مَن يفكر في الثراء السريع؛ فتُرتكب جرائم المخدرات برغبة حب المال.
السبب الآخر هو الحاجة والفقر؛ فوطن الجريمة الحاجة، كما قال الفيلسوف "فولتير". وحينما تجتمع خشونة الجشع مع نعومة الحاجة والفقر تحضر النفس الخبيثة، وتتجلى الخيانة. وأعظم الخيانات خيانة الأمة. يقول شكسبير: "عندما لا تجعلنا أفعالنا خونة تجعلنا متخاذلين". ودائمًا ما يحتاج الفساد إلى الاثنين!!
السؤال الذي يراود المجتمع بشكل عام: من هم أكبر المجرمين؟!! أولئك الذين يهربون ويروجون سموم المخدرات، أم أولئك الذين يشترونها ويستخدمونها؟!! الحقيقة إن أكبر القتلة هو قاتل الشباب، وليس قتيل المخدرات بريئًا من الجريمة؛ فقتيل المخدرات شريك مع القاتل!!
إذا كانت الخطايا الأخرى تتكلم فإن جريمة المخدرات تنطق وتتكلم!! إنها كعدوى الطاعون، تقلق كل إنسان وكل مجتمع وأمة، وهي سلاح بأيدي أعدائنا، وعلينا ألا نكون مصدرًا لشرهم، أو معولاً بأيديهم!!
إن مهمة العدالة السعودية ألا توفر للمُهرِّب أو المروِّج أرضًا لبضاعتهم، ولا سعادة ينالونها بالجريمة؛ لذلك نصيحتي للشباب: الفرار من المهرِّبين والمروِّجين ورفقاء السوء، كهروبك من المجذوم؛، إنهم كالداب الأسود؛ إن دنوت منه لدغك لدغة الموت!!
أنياب المخدرات أيها الشباب ترسم لك نهايتك السوداء، فكن عضوًا حيويًّا في مجتمعك، ولا تخطئ في حق نفسك وحق من حولك بالإدمان.. إنها أغلى ثمن لأسوأ بضاعة، فلا تطفئ ابتسامة والديك بالمخدرات، ولا تجعل من نفسك دون مستوى الإنسان، فكن سعيدًا بإيمانك، لا شقيًّا بإدمانك، واعلم أن بين غيبوبة المدمن صحوة مجتمع يقظ، سيقضي على هذه الآفة من جذورها إن شاء الله تعالى!!