موسم الرياض يجسّد الإبداع السعودي
بمنتهى الإبهار والتشويق، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من موسم الرياض تحت شعار (Big Time) ليخطف المهرجان الأنظار بفعاليته التي تجاوزت حدود الخيال، ولا أبالغ إذا قلت إن ما نشهده في الوقت الحالي لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين أن يتحقق، للدرجة التي تجعلني أشعر أحيانًا بأنه مجرد حلم سعيد، فقد تحقّقت الأماني وتجسدت الأحلام، ورأينا بأعيننا حدود الدهشة التي ارتسمت على أعين من يتابعون الفعاليات على أرض الواقع.
خلال نهاية الأسبوع الماضي، حضرتُ بعض فعاليات المهرجان، ولم أكن قادرًا وأنا في قلب الحدث على تصديق ما أراه من فخامة وروعة وجمال، حيث تخيلت لوهلة أنني طفل يشاهد على شاشات التلفزيون تفاصيل فيلم خيالي ممتع أو أنني أغطّ في أحلام اليقظة.
أكثر ما أشعرني بالفرح والسعادة وملأ دواخلي بالفخر الشديد هو أن هذا الجهد الضخم أنجزته أنامل سعودية، ووقف وراءه شباب وشابات ينتمون إلى هذا الوطن العظيم، وهؤلاء وضعوا معايير جديدة للإتقان بعد أن فتح أمامهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أبواب المجد على مصراعيها، ووفّر لهم كل معينات النجاح، وهو يدعو إلى التحلي بالشغف في كل الأعمال.
نعم.. "الشغف" هي كلمة السر؛ لأن هذا العمل الذي رأيته بعيني ليس روتينًا، ولا علاقة له بالتقليد والتكرار، ولم ينفذه موظفون، بل كان سلسلة إبداعية نظمتها أنامل فنانة وجدت الفرصة لتعبر عن إمكاناتها، وقد ازدادت هذه القناعات بداخلي بعد أن علمت من أحد أصدقائي الذين يعملون في الموسم أن الفريق الذي يقف وراء هذا الإبداع يعمل من الثامنة صباحًا وحتى منتصف الليل لمدة 7 أيام أسبوعيًا، فهل هناك موظفون يفعلون ذلك؟
هؤلاء هم أشخاص امتزجت لديهم الهواية بالمهنة، ويحملون فكرة واضحة وتصورًا متكاملًا لما ينبغي أن يكون عليه شكل العمل، لذلك فإن المخرجات النهائية تأتي على الدوام متوافقة مع حجم الطموح ومستوى التطلعات، حيث لا مكان للفشل والإخفاق، ولا يتجاوز احتمال الإحباط محطة الصفر، ولا عجب في ذلك إذا علمنا أن رئيس الهيئة العامة للترفيه معالي المستشار تركي آل الشيخ يقف بنفسه على كل صغيرة وكبيرة ويتابع أدق التفاصيل، ويباشر العمل بنفسه بصورة يومية متواصلة.
ورغم أنني تابعت الموسم في دوراته الثلاث الماضية، إلا أنني أشعر في كل عام بأنني أرى عملًا مختلفًا عما كان عليه الموسم الماضي، فالإضافات الجديدة خلال هذا الموسم -على سبيل المثال لا الحصر- تشمل وندر جاردن التي تعد أكبر مدينة ترفيهية متنقلة بمساحة نصف مليون متر مربع، إضافة إلى تجارب جديدة مثل ليتل كريزي المستوحاة من القصص الخيالية، وهوانم قروفز سيتي، ومنطقة بوليفارد هول التي بُنِيَت خلال 60 يومًا، بسعة تصل لأكثر من 40 ألف زائر، في مساحة تزيد على 200 ألف متر مربع، وتم تجهيز المنطقة بأحدث التقنيات العالمية التي تخدم الفعاليات بمعايير فنية وتقنية عالية.
حتى منطقة البوليفارد التي كانت محط الأنظار ومحور الإبداع في السابق فإنها تعود هذه المرة بشعار جديد (بوليفارد سيتي)، حيث تحتضن تجارب عالمية 60% منها جديدة؛ من أبرزها: احتفال العملاق ديزني بذكراه المئوية، إضافة إلى تجربة (هاوس أوف هايب)، فيما يستمتع عشاق كرة القدم بمتحف ليجيند، وهو أول وأكبر متحف لأساطير كرة القدم، إذ يحتوي على أكثر من 30 ألف قطعة نادرة، ويعتبر الفرع الأول في العالم بعد فرع مدريد، إضافة إلى فعاليات متجددة كثيرة لا يتسع المجال لحصرها.
هذا الألق المتجدد الذي يقف خلفه قائد مسيرة الفرح والترفيه، معالي المستشار تركي آل الشيخ يؤكد أن المملكة في طريقها لترسيخ مكانتها على خارطة الاستدامة الترفيهية، لتصبح الوجهة المفضلة لاستضافة أهم الفعاليات الترفيهية حول العالم، وتأكيد قدرة الإنسان السعودي على صناعة الفرح ورسم البسمة والتفاؤل.