اجتثاث شجرة الفساد الصغيرة..!!

إذا كان التدخين نافذة المخدرات فإن الفساد الإداري هو بوابة كل فساد.

الفساد الصغير بيته في عقول الانتهازيين الذين يسعون لمصالحهم الشخصية؛ فأصبح ثقافة تسكن في أذهان بعض الناس، ومساهمة بعض المسؤولين غير النزيهة في إضرام هذه الشعلة الصغيرة دون الاكتراث بالمصلحة العامة؛ ما يسهم في توسيع قاعدة الولاء الاجتماعي لأفراد دون أفراد؛ وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة، وتوليد مشاعر الاستياء من خلال هذا الاختراق المنحرف ضد القانون، وتحوير أو تحريف المعاملات بما يتماشى مع مطاطية القانون، ومدى قابلية اللعب في بعض أجزائه التي تحتاج إلى تضييق، وتحديد مسارات المعاملات؛ كي لا تدخل في المسار الخطأ المقصود.

امتلاك استراتيجية واضحة في مجال مكافحة الفساد الإداري بالتحديد، باعتباره بوابة للفساد الاجتماعي، المالي، السياسي والاقتصادي، أهم الاستراتيجيات.

لا بد من فرملة كرة الفساد الصغيرة من التدحرج؛ فإن تركناها ستكبر، وتصبح من الفساد الكبير؛ وهو ما سيكون له مضاعفات خطيرة، تنعكس على مستوى الاستقرار الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي، وكلفة في السمعة، تؤدي إلى تآكل مصداقية المؤسسات، واهتزاز مشروعيتها.

نتحدث عن الفساد كنزعة شريرة متأصلة في الإنسان، وكيفية معالجتها بشيء من التدابير والاحترازات؛ لضمان الشفافية، ومحاصرة ظواهر الفساد.

نريد أن تولد النزاهة من رحم الإصلاح، لا من رحم الفساد، وهذا لن يتأتى إلا بخلع المندس في ثياب الناصحين من المفسدين، الذين يتسلقون أسوار النزاهة من خلال العلاقات الاجتماعية المشبوهة، وتغذية الأرواح الشيطانية، وإساءة استخدام السلطة من بعض ضعاف النفوس؛ وهو ما يزيد من تعميق الفوارق الاجتماعية، ويضعف من شرعية مؤسسات الدولة ونزاهتها.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org