"صعبتن أفعالنا لا بغاها غيرنا"

عندما بدأ الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ توحيد أجزاء مملكتنا المترامية الأطراف كافة بدأ هذا الأمر بنية صادقة، وإخلاص منقطع النظير؛ لتوحيد تلك المدن أو الدويلات الصغيرة الضعيفة المتناحرة فيما بينها، تلك المنطقة التي تعاني الجوع والانقسام وعدم الاستقرار. وبسبب ذلك الإخلاص والنية السليمة فإن توفيق المولى -عز وجل- وعنايته لازما الملك عبدالعزيز في جميع مراحل التوحيد حتى تحقق الحلم الكبير في قيام دولة واحدة متماسكة قوية، تضم أغلب أجزاء جزيرة العرب، شرعها كتاب الله وسُنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-. ولم يكن الأمر بتلك السهولة، أو مفروشًا بالورود، إنما هناك تضحيات وبطولات، قام بها الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ورجاله المخلصون؛ لنصل إلى واقعنا الحالي من العز والرخاء والاستقرار والنمو والتطور بفضل من الله وتوفيقه.

مرحلة التوحيد بدأت بإمكانات بسيطة، وعدد قليل من الرجال؛ لتتضاعف مع الوقت تلك الإمكانات والأنصار بعد أن علموا وتيقنوا من صدق نية المؤسس، وهدفه النبيل في لَمّ الشتات، وتوحيد القلوب، وتنمية الاقتصاد، وتحقيق الأمن والعزة والرفعة لأبناء هذه الدولة الفتية.

احتفالنا بيومنا الوطني الـ92 يؤكد أننا - نحمد الله - على ما هُيِّئ لنا من خير وأمن وأمان واطمئنان ورخاء في ظل قيادتنا التي تحرص على تحقيق تطلعات مواطنيها، وتسهيل أمور معيشتهم، والحرص على سلامتهم، وبذل الغالي والرخيص لإسعادهم.

بعد توحيد هذا الكيان الشامخ أصبحت المملكة العربية السعودية دولة يُحسب لها ألف حساب على المستوى الدولي، كما أنها ضمن مجموعة العشرين التي تُعتبر أهم عشرين اقتصادًا على مستوى العالم، والأهم من هذا أنها بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي التي تهوي إليها أفئدة المسلمين وقلوبهم. أيضًا لم تغفل مملكة الإنسانية بعد أن أنعم الله عليها بالرخاء والاستقرار أن تدعم المحتاجين والمتضررين كافة على مستوى المعمورة؛ لتصل مساعداتها إلى الشعوب كافة دون النظر إلى جنس أو لون أو مذهب.

أدام الله علينا الرفعة والأمن والاستقرار؛ لنحتفل بهذا اليوم دائمًا وأبدًا ونحن في أحسن حال -بإذن الله-.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org