"كواليس فاتورة".. نجاح يعود على الوطن والمواطن
"اشراك الناس هو الأساس لبناء مستقبل أفضل للجميع".. هكذا لخص كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة أهمية اشراك الجميع في المشاريع الكبيرة التي تعود فائدتها على الجميع.
إن التواصل الصحيح مع الجمهور يضمن للمشاريع الكبيرة ألا تبقى حبيسة برج عاجي للتفاصيل التقنية والفنية، وبعيدة عن مشاركة ودعم المواطن الذي تستهدفه بالأساس. وهذه هي الرسالة التي نجح في إيصالها بامتياز فيلم "كواليس فاتورة" الذي أنتج تحت اشراف هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
الفيلم الوثائقي يدور حول مشروع "فاتورة"، أو الفاتورة الإلكترونية، الذي تقوده هيئة الزكاة والضريبة والجمارك كمبادرة رقمية ضمن البرنامج الوطني لمكافحة التستر التجاري. ومن البداية يضع الفيلم المواطن، سواء كان مستهلكاً أو تاجراً، في قلب المشكلة بذكره أن حجم الأموال التي تتبخر خارج السعودية بسبب جرائم التستر التجاري واﻻقتصاد الخفي تصل إلى 400 مليار ريال.
الرقم الصادم يبين حجم المشكلة الكبيرة التي يعمل مشروع الفاتورة الالكترونية على حلها. ومن خلال سرد قصصي شيق وتقنيات جذابة للمشاهد يستعرض الفيلم أمثلة على ثغرات تسدها الفاتورة اﻻلكترونية لقطع الطريق على تهريب الأموال والمخدرات والبشر والأسلحة، وغيرها من الجرائم التي تستنزف اﻻقتصاد وتهدد الأمن.
ويؤكد الفيلم أن المواطن هو الجندي الأول في الحفاظ على سلامة وأمن الوطن، وضرورة أن يحرص على تجنب التعاملات النقدية بدون فاتورة، وأن يتمسك بالحصول على فاتورة الكترونية، ويعرّف الفيلم المستهلك بوسيلة الإبلاغ بمجرد ضغطة زر عن المخالفين من خلال موقع الهيئة أو التطبيق الإلكتروني.
ويشرح الفيلم بسلاسة وبساطة فوائد الفاتورة اﻻلكترونية في اثراء تجربة المستهلك، ورفع كفاءة المنشآت التجارية، وتسهيل عمل المحاسبين والمراجعين، وتعزيز اﻻقتصاد الوطني. ويقدم شهادات من مواطنين وتجار تبين أهمية اشراك الجميع وحجم الفوائد التي تعود على الجميع. ويستعرض أيضا الجهد الجبار، الذي يدور في الكواليس، والتعاون الكبير بين الجهات الحكومية والخاصة لإنجاح منظومة الفاتورة اﻻلكترونية، فيما يؤكد حرص الحكومة على التطور واﻻزدهار ومحاربة الفساد بما يجعل السعودية من أوائل الدول صاحبة السبق في هذا المجال.
ومن الناحية الفنية، فالفيلم مميز في طريقة التصوير والإضاءة وكتابة السيناريو والموسيقى التصويرية واستخدام المؤثرات التي تعزز الرسالة وﻻ تشتت المشاهد. وﻻ شك أنه جهد مشكور من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك يستحق الثناء، فضلا عن الثناء على مشروع "فاتورة" في حد ذاته.
شكرا لكل من شارك في هذا العمل ولكل من يساهم في توصيل رسالته. ومن الجدير بالمشاهير والمؤثرين السعوديين مشاركة مثل هذا العمل التوعوي والتثقيقي والتعليمي المهم عبر منصاتهم لتعم الفائدة، ولنؤكد أن الرسالة وصلت، ولن يتأخر أحد عن دعم مثل هذا المشروع الذي تشمل فوائده الجميع.