نمو متصاعد لاقتصاد المملكة
يُعتبر اقتصادنا الوطني أعلى اقتصاد في دول مجموعة دول العشرين نموًّا، التي تُعد المجموعة الأقوى اقتصادًا في العالم. ووفقًا لأحدث المؤشرات، فقد بلغ نمو اقتصاد المملكة نحو 9.6%، وذلك في الربع الأول من العام الجاري؛ وهو بذلك يعدُّ الأكثر نموًّا، وذلك منذ 10 أعوام مضت، وفقًا لتقرير هيئة الإحصاء بالسعودية. وهذا الأمر يؤكد مدى النظرة الثاقبة التي تتمتع بها قيادتنا، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
وتحظى مملكتنا بمكانة عالمية مرموقة؛ وذلك نسبة إلى ثقلها الاقتصادي والسياسي في منظومة دول مجموعة العشرين؛ إذ يمرُّ اقتصادنا حاليًا بأزهى وأفضل أوقاته؛ وهو ما أعطى مملكتنا دفعة قوية؛ عززت من دورها المؤثر في أسواق الطاقة العالمية. ولا غرابة في ذلك؛ لأن السعودية تمثل الركيزة الأولى في حفظ توازن الطاقة عالميًّا، وصمام الأمان لاستقرار أسواق الطاقة على المستوى العالمي؛ لذا على كل سعودي وسعودية أن يفخر بانتمائه لهذا البلد المعطاء.
ولم تأتِ الطفرة الكبيرة في اقتصاد السعودية من فراغ، بل نتيجة لما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود كبيرة وعمل دؤوب، وذلك وفقًا لمستهدفات وبرامج رؤية السعودية 2030، إضافة إلى الارتفاع المتنامي في كفاءة العمل الحكومي، إلى جانب الحراك الكبير الذي تشهده مشاريع القطاع الخاص، الذي يُعد أحد أبرز مصادر التنوُّع الاقتصادي، وابتكار وظائف لتوظيف أبناء وبنات الوطن. وهذا القطاع مُطالَب بأن تصل مشاركته في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 65% بحلول عام 2030م.
وعلينا أن ندرك أن العلاقة بين القطاعَيْن العام والخاص علاقة لا تقوم على المنافسة بينهما، بل تقوم على مبدأ المشاركة، أو التشاركية؛ إذ يهدف القطاعان إلى الارتقاء بالاقتصاد الوطني. وهذا المفهوم يقودنا نحو تحقيق المزيد من المنجزات اقتصاديًّا وتنمويًّا واجتماعيًّا.
لذلك، إذا أراد القطاع الخاص في السعودية أن يزيد من دوره، ويكون أكثر فاعلية في دعم اقتصادنا الوطني، فعليه أن يقوم ببناء شراكات استراتيجية، تحقق له المزيد من الإسهام في دعم مشاريع التنمية، وكذلك تحقيق عائدات مجزية له؛ الأمر الذي يُمكِّنه من تحقيق أهدافه وطموحاته حاليًا ومستقبلاً. وكذلك عليه أن يُوظِّف في مشاريعه التقنيات الحديثة التي تختصر له الجهد، وتقلل من الوقت، وتؤدي إلى تسارُع خطوات أعماله..
وطموح أي مواطن سعودي أن تظل مملكتنا في القمة؛ فليس من الصعب الصعود إلى القمة، ولكن من الصعب الحفاظ على البقاء في القمة. وبهمتنا العالية وإصرارنا وطموحاتنا نستطيع البقاء في أعالي القمم بحول الله تعالى.