الطلاق قبل الخلع

من غير الممكن أن يكون طلب الخلع من قِبل بعض الزوجات هو الخيار الأمثل والبديل المناسب لما تعيشه هذه الزوجة أو تلك من الراغبات في فك الارتباط وطي قيد الحياة الأسرية للأبد، دون مراعاة للعيش والملح ولحظات من الزمن الجميل، وذلك بطريقة (على الماضي سلام الله)..!!

ولكن إذا وصل الأمر للخلع فالطلاق هو القرار الأمثل والأنجح فيما لو تم اتخاذه بطريقة كلاسيكية من قِبل الأزواج المغضوب عليهم وغير المرغوب فيهم بعيدًا عن أروقة المحاكم وانتظار المواعيد ومهاتفات قسم الصلح عن بُعد ومكاتب إصلاح ذات البين؛ لا لشيء سوى التعمد والتشفي وإشباع الغليل، والرغبة في الانتقام لا أكثر..!!

حينما يصل الزوج لقرار الخلع من زوجته فإن ذلك يعني أنه غير مدرك لتفاصيل الحياة وإلا لبادر بمنحها الطلاق الذي تراه حلاً جذريًّا لها.

الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل اليومية، وهي في الواقع برزخٌ من الشد والجذب والنكد المباح.. ولا يخلو بيتٌ من المشاكل ورفع الصوت والسباب الذي لا ينتهي مع المغيب وحلول الظلام حتى بزوغ الصباحات الجديدة..!!

ما أود قوله هنا: إن على الزوج أن يبادر بيمين الطلاق، وذلك من باب العشرة والسنين الماضيات من عمر الحياة الزوجية في حال طالبت الزوجة بالخلاص منه والنفاذ من محيطه بالخلع؛ ليس لأن الخلع فيه ما يعيب، ولكن ليعطي تلك الزوجة الراغبة في الرحيل والمغادرة من عالم الزوجية درسًا أن الحياة لا تتوقف على أحد، وأنها -أي الحياة- مستمرة، ولا يمكن أن تتخللها المواقف السطحية منها والصعبة واستنزاف اللحظات في قضايا خلع هامشية، لا تُقدِّم ولا تؤخِّر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org