جميع الموظفين في كل القطاعات الحكومية تقريبًا إذا ما أرادوا استكمال دراستهم في أي مرحلة من المراحل يتم منحهم إجازة طيلة مدة اختباراتهم النهائية، سواء كانت أسبوعًا أو أسبوعَين؛ وذلك ليتمكنوا من أداء الاختبارات بأريحية تامة!
في هذه الأيام يؤدي آلاف المعلمين اختبار الرخصة المهنية، الذي تتوقف عليه علاوتهم السنوية. والغريب في الأمر أن وقت الاختبار يكون في أيام عملهم. والمدهش أكثر أن الوزارة لا تمنح المعلم إجازة في يوم الامتحان إلا إذا كان الاختبار خارج منطقته. ولكم أن تتخيلوا معلمًا يُدرِّس في الصباح ست حصص، وبعد الظهر يحضر محاضرات خاصة ببرنامج الاستثمار الأمثل للكوادر التعليمية (دبلوم وضعته وزارة التعليم)، وبعد المغرب يؤدي اختبار الرخصة المهنية دون أدنى مراعاة لمعاناته!
أسئلة اختبار الرخصة المهنية -بحسب الكثير من المعلمين- بعيدة عن الموضوعية.. ويطول الحديث عن المشكلات التي يواجهها المعلم أثناء حل هذه الأسئلة، كضيق الوقت المخصص للإجابة، واتخاذ مُعدِّيها الغموض والتعقيد منهجًا لهم، وكأن الهدف منها مناكفة المعلم!
إذا كانت وزارة التعليم حريصة على راحة المعلم فلا بد أن تمنحه إجازة في يوم امتحانه، أو يكون الامتحان في أيام العطل والإجازات المُطوَّلة. كما أن عليها أن تحدد منهجًا، يعود إليه المعلمون قبل الاختبار!
تصريحات الوزارة ومسؤوليها في يوم المعلم قبل شهر، واحتفالها به، أعطيا انطباعًا جيدًا لدى المعلمين، إلا أن اختبار الرخصة وعدم مراعاة الوزارة معلميها أثناء الاختبار نسفا الانطباع السابق، وكما يقول المثل المصري "أسمع كلامك اتبسط.. أشوف أفعالك أتعجب!!".