الحِرف المهنية.. مسار ثالث في المدارس..!
يوجد حاليًا في المدارس الثانوية مساران، أحدهما للنظري، والآخر للتطبيقي، ويختار الطالب أحد هذين المسارين اللذين يحددان حياته المستقبلية ـ بإذن الله ـ على اعتبار أن جميع الطلبة يرغبون بإكمال دراستهم الجامعية.
لكن ـ وهو الواقع ـ هل جميع الطلبة والطالبات يريدون إكمال التعليم الجامعي؟ بالتأكيد إن ربعهم على الأقل لا يرغب في ذلك، بل يريدون التوجه للعمل؛ لأسباب عدة، منها عدم الرغبة، أو للظروف المادية.. وغير ذلك من أسباب.
هؤلاء الطلبة ما مصيرهم؟ لأنهم سيتخرجون من الثانوية العامة بدون أي خبرة، ولن يقبل بهم أحد، سواء قطاعًا خاصًّا أو حكوميًّا؛ وهو ما يعني أننا أهدرنا مبالغ كبيرة في تعليمهم بدون فائدة. إذن، من الأفضل وجود مسار خلاف المسارين المذكورين، يقوم بهذه المهمة، وهو مسار التعليم على مهنة معيّنة، أو حرفة محددة؛ ليستطيع الطالب أو الطالبة التوجه لسوق العمل متسلحًا بالمهارات المطلوبة التي تحقق له -بإذن الله- النجاح في حياته الوظيفية.
جميعنا نعلم أن توجُّه السعودية من خلال رؤية 2030 هو جلب الاستثمار الأجنبي، واستقطاب رؤوس الأموال للداخل. وهذه الاستثمارات لن تجامل ابن الوطن على حساب نجاحها وأرباحها؛ لأنها إذا لم تجد الكفاءات المطلوبة ستتجه لإحضارها من الخارج؛ وهو ما يعني جلوس أبنائنا وبناتنا على مقاعد البطالة، لكن في حالة تعليمهم حِرفًا ومهارات مختلفة بالتأكيد سيستفيد المستثمر منهم؛ وهو ما يعني أننا حققنا الهدف المطلوب، وساهمنا في توظيف أبناء وبنات الوطن.
لن يتحقق ذلك إلا من خلال تأهيل هؤلاء الشباب والشابات، وإيجاد مسار ثالث في الثانوية العامة، يشتمل على عدد من الحِرف المطلوبة في سوق العمل، التي تناسب قدرات الجنسين، كلٌّ على حدة، وتحقق لهم أيضًا البدء في مشاريعهم الخاصة في حال رغبتهم في ذلك.
ومن أبرز تلك الحرف، على سبيل المثال: (الخياطة، الطبخ، النجارة، التصميم، الكهرباء، بدايات فن التسويق، المبيعات، المحاسبة، صيانة الجولات... وغيرها).
بالتأكيد إن تطبيق تلك الحِرف والمهن سيحقق لدينا قوة بشرية مدربة، تسد النقص لدى القطاعَين الخاص والحكومي؛ وهو ما يعني توظيف الآلاف من شبابنا وشاباتنا، ومساهمتهم في التنمية التي تعيشها السعودية.