لماذا فقدنا الثقة في مياه الشبكة؟
أكاد أجزم أن الغالبية العظمى من الناس لا يستخدمون مياه الشبكة الرئيسية في الشرب، بل لا يثقون فيها بالرغم من أنها تعتبر الأفضل إذا قارناها بالمياه المعلبة التي لا يُعرف مصدرها. والدليل على ذلك النمو الكبير في الطلب على المياه المعلبة؛ إذ قفزت شركات ومصانع هذا النوع من الماء إلى أكثر من (450) مصنعًا باستثمارات تتجاوز ثمانية مليارات ريال؛ وهو ما يؤكد أن مياه الشبكة الرئيسية لا تحظى بالقبول المطلوب.
ولكن لماذا؟ هل لأن المياه المعبأة أفضل؟ أم إن هناك عدم ثقة في تمديدات الشبكة الرئيسية؟ أم إنها عدم ثقة في الخزان الرئيسي في المنزل الذي يجمع المياه؟ أعتقد أن مياه الشبكة الرئيسية تعتبر الأفضل والأنقى والأوثق من تلك المعبأة؛ لأنها تمرُّ بمراحل عديدة، واختبارات وقياسات ومراقبة للخط في حال حدوث انكسار أو تسرُّب، إضافة إلى أنها مكتملة العناصر، خلاف المياه المعبأة التي لا يُعلم مدى دقة ومصداقية المكونات المكتوبة.
وتكمن المشكلة -في رأيي- في أن هناك إشاعة، صدقها الكثير للأسف، عن مدى رداءة مياه الشبكة، وأنها تُستخدم للطبخ والغسل والاستحمام فقط، أما الشرب فلا يمكن ذلك. هذه الإشاعة تحتاج لحملة إعلامية مضادة من قِبل شركة المياه، تُبيِّن العكس، وتوضح مدى جودة مياه الشبكة الرئيسية، وما تخضع له من اختبارات حتى تصل للمستهلك النهائي نقية صافية.
عدم اعتماد الكثير على مياه الشرب من الشبكة يستفيد منه جميع شركات المياه دون استثناء، التي لم تقدم للبلد شيئًا يُذكر، سواء من ناحية التوظيف أو المسؤولية الاجتماعية.. بل على العكس؛ هناك استنزاف كبير للمياه الجوفية؛ يحتاج لإعادة نظر في عدد تلك الشركات والمصانع.