التقنية المالية.. وجهة اقتصادية جديدة
التكنولوجيا أُمُّ الحضارات، صنيعة عقل الإنسان ويديه؛ فهي ثمرة من ثمرات جهد وتفكير الإنسان وحده، هذا المخلوق الذي شرَّفه الله بالعقل، وجعله خليفته في أرضه؛ فقد استخلفه الله في هذا الكون ليعمره، ويبدع في كشف أسراره وقوانينه، ويمتزج الإبداع التكنولوجي العلمي والصناعي.
هذا الإنسان منذ بدء الخليقة غاص في أعماق الطبيعة، واكتشف خباياها وقوانينها، وما زال يخترع، يصنع، يتحكم، ويسيطر.. ولم ولن يوجد على هذه الأرض مخلوق أقدر وأعظم من الإنسان.
هذا الإنسان سخَّر التكنولوجيا لخدمة الإنسان ذاته، وتحقيق مصالحه وغاياته، وباستطاعته دثرها وإزالتها.
بين ثرى التكنولوجيا المصنوعة وثريا الإنسان الصانع لها، تحضر الرأسمالية، وتتحكم لإهانة القيم الإنسانية والأخلاقية باختراعات واكتشافات عانت منها البشرية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وصحيًّا.
وهنا يمكننا أن نقول إن مركز واجهة الرياض سيشع منه أمل الإنسانية من وطن الإنسانية (المملكة العربية السعودية)، التي حرصت على عقد المعارض والمؤتمرات العالمية، التي يأتي منها "مؤتمر التقنية المالية"، الذي يُقام حاليًا في الرياض باستضافة برنامج تطوير القطاع المالي، والبنك المركزي السعودي، وهيئة السوق المالية، وهيئة التأمين، وبتنظيم مشترك من "فنتك السعودية"، و"تحالف"، المشروع المشترك بين الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة "إنفورما العالمية"، وصندوق الفعاليات الاستثماري.
فنحن من خلال هذا المؤتمر أمام عرض الكثير من الأماني والأطروحات وفق أهداف مرسومة، وسلوكيات مترجمة، تفضي إلى توصيات مدعومة من صناع القرار العالمي؛ لتسيير التقنية المالية في مسارات إيجابية، ومدارات تنموية، تخدم الإنسان في كل تفاصيله المالية، وتقلص الوقت والجهد والمال في مواقفه الحياتية.
نحن في عصر التقنية المالية، والتحول من اقتصاد نقدي إلى اقتصاد غير نقدي، من الورقية التقليدية إلى الرقمية العالمية التي تساهم في تحقيق الاستقرار المالي، وصياغة مستقبل المعاملات والخدمة المالية، بما يتوافق وثورة التقنيات المالية والاقتصاد الجديد، بعيدًا عن الأخطاء، الأخطار، ارتفاع التكاليف، اهتزاز الأمن وضعف كفاءة الأسواق، إلى عكس كل ذلك بصورة إيجابية عبر استخدام خوارزميات في نماذج العمل، التطبيقات، والمنتجات الجديدة.
أمام المصاعب والعقبات المالية العالمية تحضر التقنية لتقول كلمتها؛ فهي خادم مفيد، لكنها سيد خطير، كما قال "لويس".
الآمال معقودة، والأجيال موعودة، والآجال مكتوبة، بأن يجعل الله فيها خيرًا كثيرًا في أرض الإنسان السعودي، ووطن الإنسانية المشع بكل ما يخدم الإنسان العالمي، ويخدم استقرار الدول!!