ماهية البحر الأحمر "الجيوبوليتيكية"..!!

تم النشر في

الدول المشاطئة للبحر الأحمر منها ما يقع في قارة آسيا من جهة الشرق والأخرى في قارة إفريقيا من الجهة الغربية، وكلتاهما تتوسط جناحي العالم العربي، ويمتد من مضيق باب المندب جنوبًا إلى رأس محمد شمالاً بطول 1100 ميل بحري (2037 كم)، الأخدود المائي الذي يفصل بين قارتَي آسيا وإفريقيا.

ويخرج من رأس محمد فرعان: خليج العقبة من جهة الشمال الشرقي، وخليج السويس من جهة الشمال الغربي. كما يخرج من باب المندب خليج عدن المتصل ببحر العرب.

وللبحر الأحمر تفرُّد جغرافي متميز، يضفي عليه أهمية جيواستراتيجية ذات طابع حيوي وشريان اقتصادي عالمي. إنه موقع متوسط بين القارات، متوسط بين البحار والمحيطات، وانتقالي بين العروض المناخية؛ فهو أدفأ مسطح مائي في العالم، إضافة إلى أنه يقع وسيطًا بين كبرى مناطق النفط في العالم، وكونه موقعًا عسكريًّا ذا طابع استراتيجيي.

اشتُهر منذ القدم كممر مائي بين الشرق والغرب، وحلقة وصل بين الهند وبلدان العرب وإفريقيا وأوروبا؛ فهو نطاق جيوبوليتيكي "الجغرافيا والسياسة"، هائل الاتساع، يمكنه أن يكون رسمًا للخريطة السياسية للعالم بأسره.

هذه الأهمية أظهرت مبادرة سعودية لتأسيس "كيان دول البحر الأحمر" من خليج عدن جنوبًا حتى فرعَي رأس محمد؛ لتحقيق أقصى درجات الأمن، الاستثمار، والتنمية لدوله التي لها قضايا أمنية مشتركة من خلال هذا التقارب والتداخل المكاني، والحفاظ على أمن وحركة التجارة والملاحة الدولية.

هذا الموقع الجاذب يجب أن يبتعد عن أي حسابات خاطئة قد تكلف العالم الكثير؛ فهو محور تعاون وتقارب، لا محور تنازع وتباعد، وعلى القوى الدولية أن تعي خطورة اللعب بقانون الأرض أو الجغرافيا، والعلاقات السببية بين السلطة السياسية والحيز الجغرافي، وهذا ما صاغه العالم السويدي "رودلف كلين" في دراسته التحليلية؛ فهو أول من استخدم مصطلح الجيوبوليتيك عام 1905م في كتابه "الدولة مظهر من مظاهر الحياة"، وتأكيده تأثير الجغرافيا على السياسة!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org