إذا فاتك "الميري".. وملتقى "بيبان"

استوقفني مَثل مصري قديم، يقول (إذا فاتك الميري اتمرغ في ترابه). حقيقة، لم أعرف ما معناه حتى شرحه لي صديق من البلد نفسه قائلاً إن الفكر السائد في مصر قبل سبعين وثمانين عامًا هو العمل الحكومي بعيدًا عن العمل الخاص (والميري العمل الحكومي). ومن شدة تعلُّقهم بذلك العمل يقولون (إذا فاتك تمرغ في ترابه) بمعنى تمسك به إلى أقصى درجة.

للأسف، هذا المفهوم ما زال سائدًا لدينا؛ إذ يحرص الكثير من شبابنا وشاباتنا على العمل في الوظائف الحكومية بأي طريقة متناسين العمل الخاص، سواء وظيفة أو عملاً حُرًّا، وما يحققه من مداخيل مهمة.

هذا المفهوم السائد - وإن كان ما زال موجودًا - إلا أنه بدأ يخف تدريجيًّا خلال السنوات القليلة الماضية لحساب العمل الخاص، وسيخف أيضًا خلال السنوات القادمة تحقيقًا لرؤية السعودية 2030 التي تشدد على دور القطاع الخاص في رفع نسبة الدخل القومي.

جهود كبيرة تقوم بها الجهات المتخصصة لتحويل البوصلة إلى ريادة الأعمال، وأصحاب المشاريع، ودعمهم؛ حتى يحققوا النجاح المنشود، وتزويدهم بالمعرفة والأدوات التي يحتاجون إليها.. ومن ذلك ملتقى "بيبان" الذي تُنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال الأسبوع القادم لمدة خمسة أيام في الرياض؛ إذ يتنافس أكثر من خمسمائة شركة خليجية ومحلية في عرض تجاربها بعالم ريادة الأعمال أمام زوار الملتقى.

مشاركات تلك الشركات تتنوع في مجالات: الأسواق الإلكترونية، وتطوير المتاجر، والتسويق الرقمي، والحلول التقنية.. وغيرها.

هذا الملتقى يستضيف كذلك نهائيات كأس العالم لريادة الأعمال بهدف تعزيز مكانة السعودية بوصفها وجهة وخيارًا أول لرواد الأعمال إقليميًّا ودوليًّا. كما أن استضافة السعودية هذه المسابقة كأول وأكبر بطولة من نوعها على مستوى العالم، يشارك فيها رواد أعمال ينتمون إلى أكثر من مائتَي دوله، تؤكد رفع قدرة المنشآت الصغيرة؛ لتصبح أكثر تنافسية واستدامة من خلال تمكينها من مصادر المعرفة باستخدام أحدث وسائل التدريب العالمية.

أتمنى فعلاً أن يتجه شبابنا وشباتنا للقطاع الخاص وريادة الأعمال التي تحقق لهم الربح الوفير، وينافسوا الوافدين على أخذ حصة مجزية من السوق الذي ينتظرهم بشغف.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org