إكسبو.. المستحيل أصبح واقعًا
لا يحتاج المتأمل في مسيرة السعودية إلى جهد كبير ليدرك أن القيادة الرشيدة أخذت عهدًا على نفسها بتطوير البلاد، والوصول بها إلى أبعد نقطة من التقدم والازدهار.. فنظرة واحدة تقارن بين السعودية قبل رؤية 2030، والسعودية بعدها، تؤكد أن السعودية سلكت طريق التقدم، وتحقق فيه كل ما تخطط له، وتسعى إليه، متسلحة بالإصرار والعزيمة والرغبة الجادة في إعادة كتابة تاريخها، بالصياغة التي ترضيها.
فعندما يختار العالم بأكمله "الرياض" ـ دون سواها ـ لاستضافة معرض إكسبو 2030 الدولي، ومن قبله شرف تنظيم كأس العالم 2034، فهذا دليل قوي على أن السعودية أصبحت دولة محورية، لها مكانتها المرموقة في المنطقة والعالم، وهو كفيل بأن يجعلها بؤرة اهتمام سكان الكوكب، يتابعون الفعاليات والمناسبات الدولية التي تقام فيها.
ودعوني أركز على معرض إكسبو تحديدًا، الذي أرى أنه بداية عهد جديد، تعزز فيه السعودية علاقتها بالعلم والمعارف والاختراعات، خاصة إذا عرفنا أن اﻟﻬﺪف واﻟﻐﺎﻳﺔ من المعرض ﺣﺸﺪ اﻟﻮﻋﻲ ﺗﺠﺎه اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، وﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺤﻔﺰة ﻟﻠﺤﻠﻮل العالمية والابتكارات، فضلاً عن فتح المجال أمام المبتكرين السعوديين لإثبات أنفسهم وخبراتهم، والتوصل إلى أفكار ترتقي بمعيشة البشرية، وتعزز استقرارهم.
لم أقصد هنا الإشادة بخبر استضافة معرض إكسبو؛ فمثل هذه الإشادات سبقني إليها زملاء كُثر، ولكن الإشادة بثمار رؤية 2030 التي وعدت قبل سبع سنوات بوطن متقدم، وشعب مثقف وواعٍ، وها هي تفي بالوعد، وتحقق كل تطلعات القيادة الرشيدة وأحلام الشعب السعودي في العيش بكنف دولة قوية، يشار إليها بالبنان.
ولعل ما يلفت الأنظار إلى الرؤية الطموحة أنها أطلقت أهدافها وتطلعاتها في صيف 2016، وآنذاك كان الكثيرون يتحفظون على بعض هذه الأهداف، ويرون فيها نوعًا من المبالغة التي تصل إلى حد "الأحلام المستحيلة"، ولكن إصرار سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وعزيمته على تحقيق كل ما وعد به في الرؤية، دفعاه إلى التفكير من خارج الصندوق، وبدء مشوار الألف ميل بخطوة تتبعها خطوات، تنتهي بتحويل "المستحيل" إلى واقع نتلمسه، ونفرح به.
ولكم أن تتخيلوا معي مشهد السعودية وهي تحتضن "إكسبو 2030"، أكبر معرض علمي على كوكب الأرض، وتستهدفه مراكز البحث والتطوير في العالم، وتتنافس فيما بينها على اكتشاف حلول علمية لمشكلات العالم.. ولكم أيضًا أن تتخيلوا مشهد مناطق السعودية وهي تحتضن منافسات كأس العالم 2034، وتجتذب الجماهير من كل المعمورة لمشاهدة المنافسات، والاستمتاع بها.
المشهدان يؤكدان لمن يهمه الأمر أن السعودية أدرجت اسمها في قائمة الدول الكبرى؛ لتلهم العالم بكل ما هو جديد وحديث، بل تبتكر في تقديم كل ما يبهر الكون.
أهنئ القيادة الرشيدة، وأبارك لها استضافة إكسبو 2030. وما هذا الحدث إلا بداية لمسيرة علمية سعودية، سيحكيها بها العالم عقودًا طويلة.