كيف نستقبل رمضان؟
يستعد الناس قبل أي مناسبة خاصة أو عامة. وإذا كان هناك ضيف فإن الأسرة تعد العدة، وتستعد قبل المناسبة بأسبوع على الأقل؛ وذلك من أجل الاحتفاء بالضيف، وتقديم ما يليق بمقامه ومكانته.
شهر رمضان المبارك هو أعز ضيف يزورنا في العام. هذا الضيف يأتي معه بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. هبات ربانية من الوهاب الرحيم الغفور سبحانه.
استعداد المسلم لهذا الشهر الفضيل واجب، وعليه أن يتذكر جملة من الأمور التي تُكسبه التهيئة الصحيحة لاستقبال شهر الجنان والرحمة والغفران.
على المسلم أن يُنظِّف قلبه من الأحقاد والضغينة وشوائب المشاعر تجاه كل من يعرف.. عليه أن يطلق رسالة السلام والصفح والعفو عن الجميع حتى يبدأ هذا الشهر بكل حب، وبنفس تواقة لفضائل وعطايا الرحمن الرحيم خلال هذا الشهر الكريم.
النفوس الطيبة تستقبل شهر رمضان بالنوايا الطيبة، وترحب بالخير أينما كان، والنفوس الخبيثة -والعياذ بالله- لا تؤثر فيها مناسبات الخير، ولا تزيدها إلا بؤسًا وتعاسة -والعياذ بالله-.
على المسلم أن يستقبل رمضان بنوايا متعددة، ويكتبها، ويعد العدة لتطبيقها وتفعيلها خلال شهر رمضان. على سبيل المثال: يكتب المرء كم المبلغ الذي سيتبرع به في سبيل الله، ثم يحدد زكاته، وعلى مَن سيوزعها، ويكتب عدد المرات التي سيختم فيها القرآن الكريم.
يخطط لوصل أقاربه وزيارتهم، وتقديم دعوة الإفطار لهم.
يرتب لأداء العمرة خلال هذا الشهر الفضيل، وينوي فعل كل ما يقربه من الله سبحانه وتعالى.
عظمة هذا الدين أن المسلم إذا نوى عمل الخير وفعله كتب الله له الأجر ويضاعفه سبحانه لمن يشاء. وإذا لم يتمكن من فعل ما نوى به كتب الله له الأجر والمثوبة على النية الطيبة.
نسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه وفعل الخيرات والطاعات، وأن يكتبنا جميعًا من أهل الفردوس الأعلى من الجنة.