التأقلم مع قدرات الزوج المادية
انتشر في الآونة الأخيرة في مجتمعنا ظاهرة الطلاق بدعوى عدم تلبية طلبات الزوجة.
تذهب المرأة التي لم يمرّ على زواجها سوى أشهر معدودة إلى منزل أسرتها، وتخبرهم بعدم رغبتها بالعودة إلى بيت زوجها بحجة اكتشافها أنه غير قادر على تحقيق كل تطلعاتها التي قد رسمتها في ذهنها قبل الزواج!!
تقابل المرأة والدًا مستعجلاً أو أُمًّا متهورة، وتبدأ عبارات التأييد والدعم والتحفيز على عدم الاستمرار في الزواج، ويصاحب ذلك الأمر أحلام مستقبلية مزيفة، تدور في ذهن البنت بزوج مختلف، يستجيب لكل ما تتمنى من مجوهرات وإجازات ورحلات وماركات!!
ألا يدرك الأب المستعجل والأم المتهورة أن متوسط رواتب الشباب الخريجين الجدد والمقبلين على الزواج تتراوح بين 4500 و7000 ريال، وهذا راتب لا يمكن أن يغطي طموحات من تتابع ليلاً مشهورات السناب، وتقضي صباحها متنقلة بين سنابات بنات الأسر الثرية التي أنعم الله عليهم بنعم تُمكنهم من توفير كل ما يرغبون، وهذا من فضل الله عليهم.
رسالة إلى كل بناتي الصغيرات اللائي تزوجن، والمقبلات على الزواج بإذن الله: زوجك ليس بخيلاً أو سيئًا، ولكن هناك فجوة كبيرة بين تطلعاتك وراتب هذا الزوج. إذا كُنتِ ترغبين في الخروج بشكل شبه يومي للمقهى، وللمطعم بشكل أسبوعي، فتأكدي أن راتب هذا الزوج سينتهي بعد 10 أيام من نزوله في الحساب.
بعض الحقائب التي تودين شراءها، أو الماركات العالمية الساكنة في عقلك، وتعتقدين أن من حقك اقتناءها، قد تحتاج لتوفير رواتب شهرين أو ثلاثة كاملة حتى يتمكن الزوج من شرائها!! وهذا أمر مستحيل، لا يمكن أن يتحقق.
الحياة ليست كلها مقاهي وسفرًا وطائرات وفنادق ومطاعم فاخرة.. إن توافرت، وكان الرجل مقتدرًا، فالحمد لله، وإن لم تتوافر فهناك الكثير من المتع المناسبة والمعتدلة والمتوائمة مع دخل الزوج.
ابنتي المتزوجة.. سماع كلمة أمي من طفل رزقك الله به خير من منتجعات فورسيزون وفنادق ماريوت وحقائب جوتشي. جلسة حوار مع زوج لطيف، ومن أهل الصف الأول في المسجد، وصاحب خُلق رفيع، خيرٌ من السيارات الفارهة وصالات الدرجة الأولى في مطارات العالم.
ابنتي المتزوجة.. تعايشي مع وضع زوجك المادي، وتكيفي مع المصروف الشهري الذي يقدمه لك.
تَذكَّري أن الطلاق وترك منزل الزوجية لن يملأ قلبك طمأنينة وسكينة.. تُقبَّلي ما أنعم الله به عليك. اجعلي حُسن الظن بالله ثم بزوجك هو القاعدة الأساسية التي تبنين عليها حياتك.