الحوكمة.. درع الثقة وضمانة استدامة العمل الخيري
أضحت الحوكمة اليوم حجر الزاوية في نهضة القطاع غير الربحي، وواحدة من أهم الأدوات التي تكفل استدامة العمل الخيري وفاعليته. فهي ليست لوائح مكتوبة فقط، بل ممارسة مؤسسية تضمن الشفافية، وتعزز المساءلة، وتمنع الهدر أو سوء استغلال الموارد.
حين تطبّق المنظمات غير الربحية معايير الحوكمة، فإنها ترتقي بكفاءتها التشغيلية، وتوجّه مواردها بذكاء نحو المشاريع ذات الأثر العميق والمستدام. عندها يصبح كل ريال يُنفق في مساره الصحيح، وكل برنامج خيري أكثر قدرة على تلبية احتياجات المستفيدين بفعالية وجودة.
والأهم أن الحوكمة تعزز الثقة المجتمعية، إذ يدرك المتبرع أن مساهماته تصل إلى غاياتها عبر قنوات واضحة وموثوقة، مما ينعكس على زيادة حجم الدعم وتوسيع دائرة الشراكات.
إن الحوكمة هي الضمانة الذهبية لاستدامة العطاء الخيري، فهي التي تحمي الكيانات من التقلبات، وتجعلها قادرة على مواكبة رؤية المملكة 2030، حيث يقف القطاع غير الربحي شريكًا أساسيًا في التنمية، ينافس بفعاليته كبرى المؤسسات الحكومية والخاصة.