"بوكس" المقاومة الكرتوني!!
تتقاطع مصالح الشر، وتتعامد أهداف الحاقدين، وتتوازن قوى الغدر، لكنها لا تؤمن بحركة السكون، وإنما إيمانها الطبيعي هو الفتح على كل مصلحة دون النظر إلى كل مصطلحات المقاومة الكاذبة والممانعة الزائفة. وحركة الضم تكون في نهاية المشوار بين ركام التدمير ومخلفات التزمير.
هذه الأذرع الكرتونية ارتدت جلباب الدين، وفصلت مقاساتهم بما يتناسب مع الخداع.
هذا القناع الكرتوني يستتر خلفه أولئك المضحوك عليهم تحت قناع الدين، فلا تسألني عن الخيانة التي وقعوا فيها، فأنا لا أعتقد أن هناك كلمات قادرة على وصفها.
أندهش ممن يعشقون خداع أنفسهم، وتزيد دهشتي في الأتباع الذين تسوقهم الكلمات الرنانة والعبارات الونانة. كل ذلك جعل من الأتباع "القطيع التائه" الذي ضاع في صحراء الغدر.
الغشاش يغش حتى أباه.. وهؤلاء التابعون لهذه الأذرع الكرتونية هم ضحية أكبر عملية خداع في التاريخ قامت بها أنفسهم عليهم.
يقول الفيلسوف (مارك توين): "لولا البلهاء لما حقق الآخرون أي نجاح".
من غرابة التبسيط عندي أنني أحيانًا أقسو على من أخطأ في حق نفسه، لكنني أشعر بمرارة المآل وعلقم الخداع؛ فالرأس الجميل قد يُخفي أقدامًا غير سليمة. وتلك طبيعة الساذجين.
ويستمر الكبرياء بالرغم من المشهد الحي والصور المباشرة، لكنه التعامي بحذر، والتغابي بدون فكر.. فالمؤسف حقًّا أن نبحث عن الصدق عند من يتصف بالكذب، ونبحث عن الأمن في قلوب الغادرين.
إن الخيانة في حد ذاتها ميتة سيئة، ومن يستمر في قولبة نفسه في هذا "البكس" الكرتوني ستحرقه الصواريخ والقنابل، وبنيران صديقة، لكنها في حقيقتها ليست إلا العداوة المعلنة لكل من هو عربي، وحينما تجتمع عداوتان تنتصر عداوة الغدر على عداوة الخيانة!!