ضحك في مجلس العزاء!!

تم النشر في

غفر الله لجميع موتى المسلمين، وجبر مصاب مَن فقد أحد أقاربه أو أحبابه. جميعنا نتعرض لهذه المواقف، ونواجه ألم الفقد والحزن.. وهذه طبيعة الحياة.

زرع اللطيفُ سبحانه في نفوسنا الصبر، ومنحنا القدرة على التحمل، وجعل الجميع يدرك أن الموت مصير الجميع، ونحن في رحلة، والجميع ينتظر محطة النهاية {إنك ميت وإنهم ميتون}. ونسأل الله أن يحسن خاتمتنا بالأعمال الطيبة.

مواساة أهل العزاء، وتذكيرهم بأهمية الصبر، والوجود معهم، وتقديم الطعام لهم اقتداء بسُنة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- من أعمال الخير التي نحمد الله عليها، ونجد أن الجميع يُطبِّقها، ويحرص على فعلها مع كل مَن واجه فَقْد أحد أقاربه.

وهذه من أعمال التعاون والتعاضد والتكاتف التي يجب أن نستمر عليها، ونُربي الأبناء على فعلها، ونُذكّرهم بأهميتها.

وكما أنك تساعد وتواسي مَن حولك اليوم ستحتاج مَن يواسيك ويقف معك غدًا.. وهكذا هي الدنيا.

من المؤلم والمزعج أن تلاحظ مَن يحضر على المقبرة؛ ليشارك في تشييع الجنازة، أو يجلس في مجلس العزاء، وينسى هيبة الموقف، ومصيبة أهل العزاء، ويناقش أمورًا لا يجب فتحها في مثل هذه المواقف التي تستوجب الهدوء والصمت والاتعاظ بهذا الحدث، والاستعداد لمثل هذا اليوم.

البعض قد يضحك، أو يتبسم لحديث جانبي على المقبرة.. وهناك مَن يناقش مَن يجلس بجواره في مجلس العزاء ترتيب أندية الدوري!! وقد يحاول إثبات أحقية أحد الفرق في ضربة جزاء!! متجاهلاً أو غافلاً عن الأمر الذي أتى من أجله.

صحيح أنك غير حزين على المتوفَّى، ولكن تذكَّر أهله وإخوانه وأحبابه، وشاركهم على الأقل بالهدوء والصمت.

أغلق جوالك، ولا تفتح تطبيقات الجوال في مجلس العزاء، وتذكَّر أنك أثناء تصفحك قد يرتفع صوت أغنية، أو مقطع غير مناسب، يؤذي الموجودين، ويدل على الغباء العاطفي والاجتماعي، وعدم احترام مشاعر الآخرين.

من الأهمية بمكان أن يكون وجود الشخص على المقبرة، أو في مجلس العزاء، للمواساة والعظة والعبرة.. وأن يتصرف بمشاعر تتناسب مع الموقف. ومن لم يكن قادرًا على ضبط مشاعره وتصرفاته فليلزم بيته، ويحترم الآخرين.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org