مطابخ المطاعم لم تعد مكشوفة..!!

أتذكر قبل سنوات عدة أنه كانت هناك تعليمات من أمانة منطقة الرياض بضرورة وضع مطابخ المطاعم في مكان مكشوف، يراه الزبائن؛ ليتمكنوا من رؤية ما يحدث داخل تلك المطابخ من تجاوزات وعدم الالتزام بسلامة تجهيز المأكولات ونظافة الأدوات المستعملة، وعدم استخدام القفازات.. وغيرها مما يؤثر على سلامة تلك الأطعمة المقدَّمة للزبائن.

وكلنا يعلم أن مَن أَمِن العقوبة أساء الأدب؛ ولذلك فإن هذا القرار يُعتبر رادعًا مهمًّا لمن تسوّل له نفسه تقديم مأكولات ملوثة، أو غير نظيفة بحكم أنه لا يوجد من يراقبه أو يتابعه.

وفي هذه الحالة فإن المستهلك يعتبر أهم رقيب بحكم أنه يشاهد ويرى مراحل تجهيز الطعام؛ وهو ما يجبر ذلك العامل داخل المطبخ على الالتزام بالسلامة العامة اضطرارًا لوجود مَن يراقبه.

لا يمكن التعويل على وازع الضمير لدى بعض هؤلاء العمالة، أو وجود رقابة ذاتية من إدارة المطعم؛ لأنهم في النهاية يبحثون عن الربح قدر الإمكان من خلال التوفير في الأدوات المستعملة، أو ربما إعادة استخدام بقايا الطعام، وغيرها من تجاوزات وخفايا لا نعلمها.. وقانا الله وإياكم الشرور.

ما يحدث حاليًا من المطاعم أن أغلبها، وبخاصة الجديدة، لم تعد تلتزم بذلك الشرط، وأصبحت تضع المطبخ في مكان مخفي عن الزبائن، الذين لم يعودوا يرون ويشاهدون شيئًا؛ وبالتالي تلاشت عين الزبون التي كانت تعتبر رقيبًا مهمًّا على تلك المطاعم.

عندما يعلم العامل في تلك المواقع أن هناك عيونًا كثيرة تشاهده لن يتجرأ على ارتكاب مخالفات أو تجاوزات، بعكس إذا كان مخفيًّا عن أعين الناس؛ فإن ذلك سيشجعه على عمل ما في نفسه، سواء كان حاقدًا أو قذرًا.

أتمنى من وزارة البلديات إعادة التشديد على ذلك الشرط؛ ليصبح المطبخ مكشوفًا وواضحًا أمام الزبائن؛ لأن ذلك يساعد بشكل كبير على الالتزام بعوامل النظافة والسلامة التي تفتقدها الكثير من المطاعم ومواقع تجهيز المأكولات.