رواتب المنطقة الدافئة!!

تم النشر في

تقع رواتب شريحة من الموظفين في المنطقة الدافئة، وهي المنطقة التي تقع بين الأدنى والأعلى. صحيح أنهم فئة ليس عليهم خوف من الضوائق المالية، إذا ما اعتبرنا أن رواتبهم تكفيهم لسد رمق العيش الشهري، لكن واقع الحياة اليوم يختلف عن واقع الحياة بالأمس.. فراتب اليوم حبيس سجن الاستقطاعات الشهرية ما بين سداد فواتير، وأقساط قروض شخصية، وأخرى عقارية.. وغيرها، ونجد مَن هم في هذه المنطقة الدافئة أكثر سوءًا من أصحاب المنطقة الأدنى؛ لأن الأدنى يحظى بالدعم المالي من جهات عدة، ويستفيد الكثير منهم من الدعوم المالية، وفرصة التقديم على بنك التنمية الاجتماعية والإسكان، وغيرها من الفرص المجتمعية الأخرى؛ لأن رواتبهم متدنية.. أما أصحاب الرواتب الدافئة فلم يستفيدوا؛ بسبب تأطير وتحديد مقدار رواتب من يستفيد، وهذا الأمر لا أرى له وجاهة!!

حينما يقدم صاحب المنطقة الدافئة على حساب المواطن أو الإسكان، أو بنك التسليف، أو برنامج الدعوم المجتمعية، فإن العبارة الإلكترونية له بالمرصاد "لا تستحق"!! فأصبح يُقلِّب كفًا على كف؛ ولذلك أصفُهم بأنهم "المحرومون".

ما أراه هو تعديل مثل هذه الاشتراطات، أو تهذيبها بشيء من الدراسة المرنة والمعقولة، فمثلاً: مطالبة أصحاب الرواتب الدافئة بما يثبت أن عليهم استحقاقات. وبالمناسبة، هي مسجلة في سجلهم الائتماني، ومن ثم دراسة وضعهم المالي ومدى استحقاقهم.

ويزيد الأمر تعقيدًا نظام البنك المركزي "سمة"؛ فهو لا يعتمد إلا دخلاً واحدًا، هو الراتب الأول.. وهناك مَن لديه دخل آخر، سواء كان راتبًا ثانيًا أو مداخيل أخرى تؤهل استحقاقه القرض الشخصي أو العقاري!!

هذه الشريحة تعاني الأمرّين؛ ولا بد من دراسة مستفيضة لأوضاعهم، ودمجهم مع المستهدفين والمستفيدين من هذه الدعوم المالية وتلك البرامج المجتمعية!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org