انتحار أم توصيل طلبات؟

تم النشر في

في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة أصحاب الدراجات البخارية (الدباب) في مدينة الرياض، ليقوموا بتوصيل الطلبات؛ حيث اتخذتهم بعض الشركات العاملة في هذا المجال كوسيلة نقل سهلة وأقل تكلفة، وهذا ليس بغريب على كل عواصم ومدن العالم ولكن بطريقة منظمة مقننة تحترم قواعد المرور وأنظمة السير.

وبسبب الرغبة في توصيل أكبر عدد من الطلبات، وتحقيق دخل مادي يومي مرتفع؛ لا يلتزم أغلب سائقي توصيل الطلبات بقوانين السير؛ فيقودون دراجاتهم بسرعة جنونية دون أدنى إحساس وشعور بالمسؤولية، وأحيانًا دون لوحات رسمية، وينعطفون بتهور في المساحات الضيقة بين السيارات، ويستخدمون الجوال أثناء القيادة، متنقلين بين المسارات بعشوائية دون تركيز أو انتباه، وبعضهم لا يهتم بلبس الخوذة، ولا بوسائل السلامة الأخرى، ومنهم من يسير فوق ممرات المشاة والأرصفة دون مبالاة، معرّضين حياتهم وحياة غيرهم للخطر.

هذه المشكلة تسببت في حوادث مرورية عديدة فضلًا عن إضرارها بنظام السير وبالقواعد المرورية، وإعاقة الحركة والازدحام؛ بل أضفت على شوارع المدن مظهرًا غير لائق.. ويجب إلزام سائقي التوصيل بلبس زي موحد لمقدم الخدمة.

إننا على ثقة ويقين تام بأن المسؤولين -وخصوصًا ما يتعلق بالمرور وحركة السير في مملكتنا الحبيبة- يدرسون إمكانية التخطيط والتنظيم اللازميْن لحركة ومرور هذا النوع من وسائل النقل وتوصيل الطلبات بما يوفر الانسيابية والمرور والسلامة في طرق المدينة وتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة في هذا الخصوص، أسوة بدول أخرى لها تجارب مع هذه الوسائل من تنظيم طرق وممرات مع تحديد السرعة وتقييد المسارات المسموحة لهم؛ خاصة في الطرق السريعة والمزدحمة؛ لا سيما وأن المدن السعودية تتجه بخطىً ثابتة نحو التطور والازدهار والنمو إلى مصافّ الدول الأولى والعواصم العالمية في كل مرافقها وما ينتظر المملكة من استضافة لأحداث عالمية خلال السنوات القادمة؛ فهذه الظاهرة تتسبب في تشويه الحركة المرورية والمظهر العام الحضاري للبلد، مع فائق الاحترام لممارسي هذه المهنة، واستمرارًا لنهج المملكة في تحقيق أعلى مستويات الرفاهية والتنمية المستدامة وانطلاقًا من رؤية السعودية 2030 ومخرجاتها التي تستشرف رفاهية المستقبل في شتى مناحي الحياة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org