تويتر مغلق للتنظيف

تم النشر في

برز اسم إيلون ماسك؛ كأحد رجال الأعمال الأثرياء في العالم في السنوات الأخيرة، وازدادت شهرته بعد إتمامه صفقة شراء تطبيق التواصل الأشهر تويتر، وإن لم يكن التطبيق الأشهر في العالم، فهو الأشهر في منطقتنا العربية والخليجية تحديداً.

ويُوصف إيلون ماسك؛ بأنه مبتكر من الطراز الأول، ويعشق التغيير والتطوير في كل المجالات التي عمل بها، بل إنه يزعم أن رؤيته الخاصة في جميع شركاته هي تغيير العالم والبشرية، ولعل الرسالة التي قدّمها من خلال دخوله مقر شركة تويتر في أول يوم عمل له، حاملاً بيده مغسلة تثير كثيراً من علامات الاستفهام حول رغبته في التغيير والتنظيف.

فهل سينجح ماسك في تطبيق رؤيته وأفكاره الخاصة في التطبيق الذي يعتمد بشكلٍ أساسي على عدد المستخدمين؟ وهل سيتمكن من جعل التطبيق أكثر جذباً لمستثمرين جدد أو لعملائه الحاليين، على اعتبار أنه رجل أعمال مبتكر من الدرجة الأولى، وبإمكانه إضافة عديد من المميزات للتطبيق، وعقد الشراكات مع المستثمرين المحتملين في الفترة المقبلة؟

من خلال تصريحات ماسك الأخيرة حول نيته للتغيير والتطوير في مشروعه الجديد تويتر، قال: "لن أجعل تويتر مساحةً مجانيةً للجميع"، وبدا ذلك جلياً من خلال قراره فرض رسوم رمزية على الحسابات الموثقة تدفع بشكلٍ دوري، ويعد هذا القرار دليلاً واضحاً على العقلية الاستثمارية والابتكارية التي يتمتع بها ماسك، ويدرك من خلالها كيفية الحصول على موارد مالية إضافية لمشروعه، بغض النظر عن ردود الأفعال المتباينة حول قراره هذا، ورغبة كثير من أصحاب الحسابات الموثقة عدم دفع مقابل مالي لذلك.

لكن هناك عديداً من التحديات التي يجب أن يأخذها ماسك في الحسبان؛ حتى لا يخسر الصفقة الأضخم في الفترة الأخيرة، التي دفع من خلالها مبلغ 44 مليار دولار لشراء التطبيق، وهي أن هناك عديداً من الشركات التي تعمل في المجال نفسه، والتي يراقب أصحابها والمسؤولون فيها التغيرات والسلبيات التي من الممكن أن يقع فيها ماسك في إدارته للمشروع، والتي ستفتح لهم نافذة لتطوير مشاريعهم وسحب كثير من المستخدمين تطبيقاتهم.

كما أن عدم تفعيل بعض الميزات أو إطلاقها بمقابل مالي؛ يجعل كثيراً من المستخدمين ينفرون منه ويتجهون للتطبيقات المجانية الأخرى، ولا ننسى أيضاً أن بعض الشركات التي كانت لها الريادة في إطلاق الهواتف الذكية والتطبيقات الخاصة بها تعمل حالياً على استعادة توازنها والعودة بشكل أقوى، مستفيدةً من ثورة التقنية التي حدثت في السنوات الأخيرة، ولم تستطع مواكبتها؛ مما أدى إلى تراجع مبيعاتها والاكتفاء بمنتجات محدودة فقط، وهو ما يعني أن التحدي سيكون قوياً وصعباً على الشركات الكبرى في عالم الهواتف الذكية والتطبيقات الاجتماعية، وعلى المستثمرين في هذا المجال، ومن بينهم إيلون ماسك، الاستفادة من ثغرات الشركات المنافسة وأخطائها، وتطوير منتجاتها بشكل يرضي المستخدمين، ويحقق العائد المتوقع من أصحاب الشركات وقياداتها.

وينبغي ألّا نغفل أن تويتر وغيره من تطبيقات التواصل وإن أُسيء استخدامها، إلا أنها أسهمت في عديدٍ من قصص النجاح، وألغت الحواجز ووفّرت دعماً خيالياً لمحدودي القدرات، في حين أن هناك مَن لا يزال يضع صورةً رمزية لحسابه، واسماً مستعاراً يختبئ وراءه لأهدافٍ غير منطقية.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org