ثقافة سعودية تجمع القيادة بالشعب

تم النشر في

تتميز المملكة بسياسة الباب المفتوح بين القيادة والشعب منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، ومن بعده واصل الملوك وأولياء العهود تخصيص جزء من اليوم لاستقبال المواطنين للقائهم في مجلس عام بعيدًا عن رسمية المكاتب. فما بين سلام، وشكر، وطلب، وشكوى، تتشارك جميعها في هدف واحد، هو تعزيز اللحمة الوطنية، ووقوف القائد بجوار شعبه دون حواجز.

وامتازت العلاقة بين قادة المملكة وشعبها بعمق أخوي، وعلاقة وثيقة مبنية على الاحترام المتبادَل، وعمل دؤوب يمضي للصالح العام، أسس أركانه المؤسس بقوله: "إنني أود أن يكون اتصالي بالشعب وثيقًا دائمًا؛ لأن هذا أدعى لتنفيذ رغبات الشعب؛ لذلك سيكون مجلسي مفتوحًا لحضور من يريد الحضور". وأكدته المادة العاشرة من النظام الأساسي للحكم: "تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم".

وأذكر جيدًا منذ كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- أميرًا لمنطقة الرياض أنه كان يخصص لقاء شبه يومي في قصره العامر بعد نهاية يوم العمل الرسمي؛ لاستقبال المواطنين، والسماع لهم، واستلام طلباتهم وشكاواهم، والتوجيه المباشر بما يراه نظره الكريم.

وبقيت العادة السعودية حتى اليوم في لقاء خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -أيدهما الله- بالمواطنين، إضافة للمجالس اليومية كافة لأمراء المناطق؛ للاستماع لكل مواطن دون تحمُّل مشقة السفر للعاصمة الرياض.

ونبعت ثقافة المعاريض في السعودية من أجل التيسير على المواطن في شرح طلبه أو شكواه بكلمات ترفع عنه حرج العرض المباشر، أو نسيان جملة مهمة، أو التأثر من هيبة الماثل أمامه من الأسرة المالكة.. وقد أثبتت ثقافة المعاريض السعودية جدواها في سرعة التعامل مع ما يطلبه المواطن، والحل بعيدًا عن طول المعاملات الرسمية التي يفرضها الاتساع الجغرافي للمملكة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org