وزارة البيئة.. سد من ألف سد!!
ما زلتُ أتذكر خبرًا صحفيًّا، أوردته صحيفة "الوطن" السعودية الصادرة في ٢٠ ذي الحجة ١٤٤٠هـ، مفاده: عزم وزارة البيئة إنشاء ١٠٠٠ سد جديد؛ لتضاف إلى منظومة السدود في السعودية!
لا شك أن مشروعات السدود مفيدة وجيدة، ولكن الكثير من مناطق ومحافظات السعودية كان اقتصادها يعتمد بشكل كامل على الزراعة، منها محافظة العقيق بمنطقة الباحة التي امتهن سكانها الزراعة منذ قرون، إلا أن إنشاء سد وادي العقيق أحال نخيلها إلى أعجاز خاوية، ومروجها إلى قفار، وهي في حاجة ماسة إلى أكثر من سد زراعي لتعويضها بعض ما فاتها بسبب سد وادي العقيق!!
من أشهر أودية محافظة العقيق التي تعاني الجفاف وادي اللحيان الذي وقف مسؤولو فرع وزارة البيئة بالباحة على مأساة مزارعه مشكورين، ورفعوا مطالبة سكانه بسد زراعي، وتمت الموافقة على الدراسة الأولية، إلا أن ما يليها من خطوات توقفت حتى الآن!
كذلك وادي جفن الجنوبي الذي تعطلت معاملته حتى كتابة هذا المقال رغم توجيهات الوزارة باستكمالها!
سكان الأرياف الذين امتهنوا الزراعة هم أحق الناس بالسدود الزراعية! ومَن حُرموا من الماء لمصلحة الوطن العليا هم أكثر أحقية بمنحهم سدودًا زراعية، تُمكِّنهم من ممارسة مهنتهم (الزراعة) التي توارثوها لأجيال متعاقبة.. وكل ما يطلبونه من وزارة البيئة هو "سد من ألف سد"!