كن حذرًا.. ليس كل ما يُقال حقًّا!!

تم النشر في

تشدك أحيانًا معلومة من شخص أو أشخاص، وتُفاجَأ بأن المعلومة مضللة وغير صحيحة، لكن الناس تلقفوها، وأضافوا عليها بعض (البهارات)، وانتشرت مثل النار في الهشيم.

ففي مجال الفتوى أصبح الكل يفتي، ولا تجد شخصًا يقول لا أعلم، بل يريد أن يبيّن مدى علمه وثقافته، حتى وإن كانت متواضعة. وقد تعلمنا أن الصحابة -رضي الله عنهم- بالرغم من علمهم الواسع لقربهم من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأخذهم الدين من منبعه، إلا أنهم كانوا يتهربون من الفتوى لعِظَم مسؤوليتها، في حين اليوم حتى طالب المرحلة الثانوية والجامعية يدلي بدلوه في الحلال والحرام، والركن والواجب، وما يسن فعله وما لا يسن، والمستحب والمكروه.. وغير ذلك من علوم الشريعة الإسلامية.

لقد اختلط الحابل بالنابل، والغث بالسمين، والخطأ بالصح، وأصبح الكثير من الناس يعيش في معمعة، فما كان بالأمس يراه صحيحًا أصبح اليوم خطأ، وما كان حلالاً أصبح محرمًا، والعكس.

لقد ظهر لنا تويتر(x) ووسائل التواصل الأخرى؛ فدمرت عقولنا.. فهذا يصف علاجًا شعبيًّا، وآخر يحذر منه، وآخر يصف المأكولات والمشروبات التي لا تؤثر على زيادة نسبة السكر في الدم، ثم يأتي آخر وينفي صحته، وطبيب يتحدث عن أن الدهون الطبيعية لا تسبب الكولسترول، وطبيب آخر يؤكد أنها ضارة!

إننا في حاجة إلى إعادة النظر في كثير من شؤون حياتنا، فلا نعتمد على كل ما يُنشر من مجتهدين يريدون زيادة عدد المتابعين لهم.. وعلينا جميعا أخذ الفتوى من مصدرها الرسمي؛ فلدينا -والحمد لله- هيئة كبار العلماء، يمكن الرجوع اليها في الأمور الشرعية. وفي المجال الصحي خصصت وزارة الصحة مواقع للرد على أسئلة المواطنين والمقيمين من متخصصين في المجال الصحي، وغير ذلك من شؤون حياتنا الدينية والاجتماعية، وحتى الاقتصادية.

وأخيرًا.. جاء رمضان الخير والرحمة والمغفرة، تقبَّل الله من الجميع صيامه وقيامه.. وكل رمضان وأنتم بخير.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org