شراكات تصنع الأثر.. كيف تضاعف الجمعيات حضورها بخطوة واحدة

تم النشر في

لم تعد الجمعيات الخيرية اليوم تعمل بمعزل عن محيطها، بل باتت تدرك أن الشراكات المجتمعية مع القطاعين العام والخاص هي الطريق الأوسع لمضاعفة أثرها وتعظيم الفائدة لمستفيديها.

فحين تلتقي رسالة العمل الخيري مع أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات وأولويات الجهات الحكومية ورؤية المؤسسات المانحة، تُولد مبادرات تتسم بالكفاءة والتكامل، حيث تتوزع الموارد المالية والبشرية والخبرات الإدارية والتقنية لتصب في مشروع واحد يقدم حلولًا تتخطى حدود جهة منفردة.

وقد رأينا ذلك في شراكات الجمعيات الصحية مع المستشفيات والشركات الدوائية لتمويل عمليات كبرى وتوفير الأدوية النادرة، واتفاقيات الجمعيات التعليمية مع الجامعات والبنوك التي أطلقت برامج للمنح والتدريب وفتحت للشباب آفاقًا جديدة، ومبادرات الجمعيات البيئية مع البلديات والشركات الصناعية التي أسهمت في خفض الهدر وتعزيز الاستدامة، فضلًا عن المؤسسات المانحة التي أصبحت رافدًا رئيسيًا في تمويل المشاريع النوعية وبناء قدرات المنظمات غير الربحية.

هذه النماذج الملهمة تؤكد أن الشراكات ليست مجرد دعم مالي، بل منظومة تكاملية تجمع الفكر والموارد والخبرة في خدمة المجتمع، وفي الوقت ذاته تمنح الشركاء مكاسب استراتيجية واضحة تتمثل في تحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية وتعزيز الصورة الذهنية والمساهمة المباشرة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.

وهكذا تتحول الشراكات المجتمعية إلى معادلة نجاح متكاملة، حيث يربح المستفيد وتربح الجمعية ويربح الشريك، ويُصنع الأثر الحقيقي عبر تكامل واعٍ ورؤية مشتركة تترجم القيم إلى إنجازات وطنية رائدة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org