العزوف الجماهيري.. أزمة في الدوري السعودي!

تم النشر في

بالرغم من وصول الدوري السعودي إلى أعلى مستوياته؛ حيث إنه أصبح محط أنظار العالم وقبلة لنجوم الساحرة المستديرة؛ إلا أن هذا الأمر لم ينعكس على الحضور الكامل للملاعب، كما أنه لا يعتبر أحد العوامل المشجعة للجمهور؛ لذا آثرنا طرح هذا الموضوع على شكل تساؤلات؛ سعيًا في أن يتمدّد على مشرحة من شأنها الكشف عن الأسباب والمشكلات التي تواجه الجمهور الكريم والبحث عن الحلول المناسبة، وهل هي ظاهرة نحتاج الوقوف عليها، والسؤال: ما هي الفئات التي ترتاد الملاعب الرياضية؟ وما نسب الحضور لكل هذه الفئات؟ وأي الفئات لا زالت حتى الآن لا تستوعب حضور الملاعب واكتفاءها بمشاهدة المباريات من على التلفاز؟ وهل ثقافة حضور العائلات تتنافى مع بعض الأعراف والتقاليد؟ وهل كرة القدم تُعدُّ إحدى أهم اهتمامات المرأة العربية بصورة عامة والسعودية بصورة خاصة؟ وهل لديها الوقت الكافي لحضور المباريات من داخل الملاعب؟

من ضمن الأسباب التي تجب مناقشتها كذلك هو موضوع النقل التلفزيوني، وتأخر موعد إقامة المباريات، وتوزيع وتوقيت مباريات الدوري السعودي، وبعد الملاعب أو بعد المسافة بين الملاعب والأحياء السكنية في مدينة الرياض مثلًا، وعدم وجود مواقف للسيارات في بعض الملاعب، وارتفاع قيمة سعر التذاكر، وعدم وجود خدمات في الملاعب وشدة الإجراءات لدخول الملاعب.

ولكن دعونا نعود إلى المرجع الذي أنار طريقنا نحو المستقبل إلى رؤية السعودية 2030 التي مهدت الطريق أمام القطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية؛ لبناء مستقبل مميز للقطاع الرياضي، من خلال إعادة هيكلته وتطويره، بالتركيز على عددٍ من المستهدفات، شملت تحقيق التميز في الرياضات إقليميًّا وعالميًّا، وتعزيز العمل الاحترافي للقطاع، إلى جانب تعزيز ممارسة الرياضة نحو بناء مجتمعٍ رياضيٍّ حيويٍّ، إضافة إلى مشاركة مختلف الفئات العمرية في الأنشطة الرياضية المختلفة.

كما استهدفت الرؤيةُ تطويرَ المنظومة الرياضية وحوكمتها، بالانسجام مع مستهدفات الرياضة في رؤية السعودية 2030. وواصلت الرؤيةُ التأثيرَ الإيجابي الكبير على القطاع الرياضي، حين أصبحت المملكة وجهةً مفضلةً لمختلف الرياضيين والمسابقات القارّية والعالمية الكبرى في الكثير من الألعاب؛ حيث تسهم هذه الاستضافات في تعزيز مكانة المملكة دوليًّا، وتنمية قطاع الاستثمار الرياضي، إلى جانب تعزيز قطاع السياحة.

ختامًا:

تحظى الرياضة السعودية باهتمام كبير من جانب القيادة الرشيدة، حفظها الله، تمّت ترجمته في رؤية 2030 التي أُطلقت في 25 أبريل 2016م، وأكدت على أن الدولة ستشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق التميُّز الرياضي على الصعيدين المحلي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدّمة، وذلك بمتابعة دؤوبة من عرّاب الرؤية وملهمنا الشابّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله.

ونظرًا لكون "كرة القدم" هي الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم، والأعلى جماهيرية في السعودية؛ فقد أولتْها قيادتنا اهتمامًا خاصًّا نابعًا من حرصها على الارتقاء بكل ما يتطلّع إليه المواطنون.

إنّ شغف كرة القدم وعشاقها في العالم لهم توجهاتهم الخاصة، ولكنهم يلتقون عند منتصف الدائرة؛ حيث تنطلق المباراة بمشاهدتها من بيوتهم أو من الملاعب، فمشاهدة المباريات من الملاعب أو من التلفاز كل له زخمه وعاداته وبروتوكولاته، ولا شكّ في أنّ مشاهدة المباريات من داخل الملاعب له رواد وجماهير يصنعون الكثيرَ من الأنشطة والفعاليات لمساندة فريقهم في أجواء تنافسية تعطر سماءها الهتافات والتشجيع بمختلف أشكاله.

إن تجربة دخول العائلات تجربة جميلة وممتعة والأجواء حماسية أكثر من الانحصار بالمتابعة خلف الشاشات، وأنصح الجميع بخوض هذه التجربة الفريدة من نوعها؛ حيث يعتبر الذهاب للملاعب ترفيهًا عائليًّا، خصوصًا أن الملاعب أكملت استعداداتها لاستقبال العائلات وفق الخصوصية التي يتميز بها المجتمع السعودي، بالإضافة لوجود بعض الفعاليات للأطفال الصغار مثل الرسومات على الوجه حسب لون الفريق المفضل وبعض المسابقات التي أسعدتهم، بالإضافة لسلاسة الحركة بين المدرجات عند الدخول أو الخروج بين الشوطين.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org