حِرمان المشاهير من "موثوق" حل غير كافٍ

أطلقت هيئة الإعلام المرئي والمسموع مؤخرًا "موثوق"، وهو ترخيص يُسمح من خلاله للمشاهير بالدعاية والإعلان.

في السابق كانت المسألة لكل من هب ودب أن يعلن ويقوم بما يريد، ولكن بعد إطلاق موثوق أعتقد أن الأمور بدأت تعود إلى السيطرة نوعًا ما ـ على الأقل ـ عندما يعلم ذلك المشهور أنه ربما يتم إيقاف تصريحه إذا تجاوز الحدود؛ فسيقوم بتعديل سلوكياته إلى الأفضل. بالطبع لم يتم السيطرة بشكل كبير على هذا السوق الإعلاني، ولكن نعتبرها خطوة أولى في الطريق الصحيح.

وقامت الهيئة بحرمان بعض المشاهير المتجاوزين أخلاقيًّا وأدبيًّا، الذين يسيئون إلى ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، من هذا التصريح؛ وهو ما أربكهم وأزعجهم. وهذا أمر جيد.. يعني إما أن تعدل سلوكياتك أو لن يتم إعطاؤك "موثوق".

يوجد الكثير من المتجاوزين الذين لا يستحقون هذا التصريح بالرغم من حصولهم عليه. أتمنى من الهيئة مراجعة هذا الأمر؛ لأن موضوع معرفة سلوكيات وتصرفات أحد المشاهير سهلة جدًّا، ولا تحتاج لجهد كبير؛ فيكفي الاطلاع على صفحته في سناب أو تيك توك لنعلم حقيقته.. كما أن موضوع التضليل وإيهام المتابعين يفترض أن يدخل في تقييم المشهور؛ فبعضهم (ورط) متابعيه ببضائع رديئة، أو مساهمات عقارية مضروبة، وغيرها من مشاكل بسبب ثقة هؤلاء المتابعين به؛ ما أدى إلى توريطهم. هذه القضايا يُفترض أن تكون في صلب تقييم المشهور من ناحية منحه التصريح من عدمه.

خطوة في الطريق الصحيح، قامت بها هيئة الإعلام، ولكن تحتاج للكثير من الضبط بحزم على هؤلاء الذين تلاعبوا بالناس ماديًّا وأخلاقيًّا وذوقيًّا.. وأتمنى الحرمان نهائيًّا من البث كإجراء أخير لمن لم يرتدع، وما أكثرهم.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org