"بنت الصحراء".. تخلصوا منها وازرعوها!
شجرة "البرسوبس"، أو المسكيت كما يسميها البعض، شجرةٌ شوكية، أقرب ما تكون إلى القرض والسلم والطلح.. تم جلبها من خارج السعودية، وانتشرت انتشارًا رهيبًا مستغلة تحمُّلها الشديد للجفاف، وبذورها الكثيفة، حتى أنها بدأت تزحف على الأشجار المحلية، وتقضي عليها، وتحتل مكانها في كثير من الأودية، وبخاصة في المناطق الساحلية شديدة الرطوبة؛ ما حدا ببعض السكان إلى المطالبة بإزالتها، والتخلص منها، قبل أن تقضي على ما تبقَّى من أشجارنا المحلية!
من عيوب شجرة البرسوبس أنها تنافس الأشجار التي حولها، وتقضي عليها، كما أن الحيوانات الرعوية لا تُقبل على نموها الخضري باستثناء بذورها!
وفي الجانب الآخر تنتج البرسوبس كميات مهولة من البذور الشبيهة بالفاصولياء، وهي غنية بالبروتين؛ إذ تتجاوز نسبة البروتين فيها ٣٠٪ متجاوزة بذلك الشعير والقمح؛ لذا يحرص البعض على جمعها واستخدامها لتعذية المواشي، وكان لهذا الكم الهائل من البذور دور محوري في انتشارها؛ إذ تسهم الحيوانات الرعوية بنشر بذورها، كما أنها شجرة عاسلة، ويُقبل عليها النحل بشكل جيد، ويمكن الاستفادة من جذوعها كحطب، إضافة إلى تفوُّقها على أغلب الأشجار المحلية في تحمُّل البيئة الصحراوية؛ لذا نجدها تنمو وحيدة في أشد المناطق الصحراوية قساوة!
وإذا كان العرب قديمًا يسمون الكلمة "بنت الشفة"، والمصيبة "بنت الدهر"، فإن البرسوبس تستحق أن يُطلق عليها "بنت الصحراء"!!
بين مَن يطالب بالتخلص من البرسوبس، ومَن ينادي بنشرها، يمكننا أن نوجِد حلاً وسطًا بين الطرفَين، وذلك بالتخلص من البرسوبس الذي ينافس الأشجار المحلية، وزراعتها في المحميات بالمناطق الصحراوية الخالية من الأشجار، ومنع وصول المواشي إليها؛ حتى لا تنقل بذورها؛ وبهذا قد نستفيد من بذورها كأعلاف للحيوانات بعد طحنها، إضافة إلى إنتاج العسل والحطب، وإيقاف زحف الرمال.. وغير ذلك من التأثير الإيجابي على البيئة!!