الشراكة الناجحة لمركز مشاريع البنية التحتية لرسم ملامح مدن المستقبل

تم النشر في

عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- رؤية السعودية 2030، كان من أبرز برامجها وأهدافها وتطلعاتها الوصول بالمجتمع إلى أعلى درجات الرفاهية في المجتمع العصري وجودة الحياة. لذلك اصطحبت هذه الرؤية الطموحة أهم مقومات الوصول إلى نهضة عصرية شاملة تكون أهم مقوماتها وأساسها المتين، امتلاك المملكة بنية تحتية عملاقة، لذلك وجدت في مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض بغيتها، فهو شريكٌ أصيل في هذا القطاع الحيوي المهم، خصوصاً أن المملكة تواجه تحديات كبيرة خلال السنوات المقبلة، وأيضا لأن المركز يستوحي أفكاره من رؤية 2030.

‏‎

لكن قبل الخوض في الحديث عن مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض، لا بد من الإشادة بما تشهده البنية التحتية في السعودية من عمليات تطوير متسارعة، من خلال الإنفاق الحكومي الواسع، ومشاركة القطاع الخاص، إضافة إلى فتح المجال أمام الاستثمار الأجنبي في قطاعات: النقل والطاقة والكهرباء والمياه والاتصالات، وغيرها.

‏‎

يُشار إلى أن المملكة قفزت من المرتبة 38 إلى المرتبة 36 في مجال البنية التحتية في تقرير التنافسية العالمية لعام 2020، كما تقدّمت 40 مرتبة في سلم الترتيب العالمي لمؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات الذي تصدره الأمم المتحدة لقياس تطور الحكومة الإلكترونية محتلةً المرتبة 27 عالمياً، والمرتبة 8 على مستوى دول مجموعة العشرين.

‏‎

وتولي المملكة -من خلال الرؤية- اهتماماً واسعاً بالبنية التحتية؛ كونها مُمكّناً أساسيّاً لبناء أنشطة صناعية متطورة، ولجذب المستثمرين، وتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني، في إشارة إلى أهمية هذا القطاع الحيوي، وأن المملكة ستستثمر نحو 1.1 تريليون دولار على البنية التحتية حتى عام 2038، وهو ما يعكس التوجه نحو تحفيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، ودعم الرؤية ومحاورها عبر الاهتمام بذلك القطاع الحيوي.

إن مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض أُنشِئ بقرارٍ من مجلس الوزراء في 19 يوليو 2023م؛ بهدف الارتقاء بأعمال مشاريع البنية التحتية، والمساهمة في تحقيق كفاءة الإنفاق، وتعزيز جودة الحياة، وتحسين المشهد الحضاري؛ نحو بنية تحتية مستدامة حيث إن مشاريع البنية التحتية هي المشاريع المتعلقة بخدمات الاتصالات والطاقة، والمياه والصرف الصحي والطرق وغيرها.

ويتمحور دور مركز مشاريع البنية التحتية في الرياض في عددٍ من المهام؛ المتمثلة في قيادة تنظيم قطاع البنية التحتية، والعمل على تعزيز فعّالية تخطيط البنية التحتية، ورفع كفاءة أداء وجودة مشاريع البنية التحتية، ووضع ضوابط واشتراطات مشاريع البنية التحتية، كما يعمل المركز على تحسين المشهد الحضاري، وضمان حركة مرورية آمنة؛ لضمان رضا المستفيدين نحو بنية تحتية مستدامة.

يتجلى دور المركز من خلال القمة السعودية للبنية التحتية، حيث تمّ خلال المعرض استعراض أفضل الممارسات والحلول المبتكرة؛ فضلاً عن تبادل التجارب والخبرات في هذا القطاع الحيوي، الذي يلعب دوراً أساسيّاً في تشكيل نمو الاقتصاد الوطني. ويأتي هذا الحدث الدولي في إطار جهود مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض؛ بوصفه الجهة المختصّة بأعمال مشاريع البنية التحتية في المنطقة، الذي يهدف إلى الارتقاء بأعمال المشاريع، بالتعاون مع شركاء النجاح، والإسهام في تحقيق كفاءة الإنفاق، وتحسين المشهد الحضاري، لبنية تحتية مستدامة ومن خلال القمة السعودية للبنية التحتية والمعرض، يتم استعراض أفضل الممارسات والحلول المبتكرة؛ فضلاً عن تبادل التجارب والخبرات في هذا القطاع الحيوي، الذي يلعب دوراً أساسيّاً في تشكيل نمو الاقتصاد الوطني.

ويشمل نطاق عمل المركز التخطيط مع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة لتطوير الخطط الإستراتيجية والتفصيلية، ووضع القواعد والأنظمة والتراخيص لتنفيذ أعمال مشاريع البنية التحتية وإدارتها ومراقبتها، وتطوير المنصات لجمع البيانات والمخططات ومشاركتها مع الجهات الحكومية والخاصة، مع تقييم قياس والتزام الجهات الحكومية والخاصة بما يضعه المركز في شأن أعمال مشاريع البنية التحتية.

يأتي انعقاد القمة والمعرض السعودي للبنية التحتية في الرياض للتركيز على تغطية كامل نطاق البنية التحتية، من الربط الحضاري والمياه، إلى التقنية الذكية والمرافق، ويعمل على جمع أصحاب المصلحة من القطاعيْن العام والخاص معاً لتوفير منصة نوعية للتعاون ومناقشة التحديات المتعلقة بالمجال، لتحقيق أعلى مستويات التكامل والكفاءة نحو بنية تحتية مستدامة.

القمة والمعرض السعودي للبنية التحتية بمنطقة الرياض هما الحدث الوحيد في المملكة الذي يغطي قطاعات البنية التحتية كافة.

ومن أهم هذه المواضيع التي تطرق لها المعرض: مستقبل البنية التحتية، وتخطيط البنية التحتية، والتنمية المستدامة.

وإليكم بعض الأرقام الخاصة بالقمة، حيث شارك فيها أكثر من 400 عارض من 30 دولة مشاركة، ويحتوي المعرض كذلك على 12 جناحاً دولياً وأكثر من 17000 زائر وتخللت المعرض جلسات مناقشة وندوات تستضيف أكثر من 50 متحدثاً.

يأتي هذا الحدث الدولي في إطار جهود مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض؛ بوصفه الجهة المختصّة بأعمال مشاريع البنية التحتية في المنطقة، والذي يهدف إلى الارتقاء بأعمال المشاريع بالشراكة مع شركاء النجاح، والإسهام في تحقيق كفاءة الإنفاق، وتحسين المشهد الحضاري، لبنية تحتية مستدامة.

ختاماً:

لقد جلب قائدنا المُلهم وعرّاب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أنظار العالم في القمة السعودية للبنية التحتية، وجعل من عصر الرؤية أحد عصور النهضة الحديثة؛ لتصبحَ رمزاً للتنمية المستدامة.

وتستهدف الرؤية من خلال برنامج جودة الحياة وتطوير المدن وعبر شراكاتها الواضحة الأفكار والأهداف مع مركز البنية التحتية بالرياض، رفع كفاءة شبكات الطرق القائمة، وتعزيز خطوط النقل وآلياته، وإنشاء وتطوير شبكة الطرق، وتطوير منظومة إدارة النقل، كما تستهدف توفير الخدمات عبر تصميم برامج السلامة على الطرق، وتعزيز الأمن الرقمي، ودعم القدرات الأمنية، إضافة إلى تعزيز التفاعل الاجتماعي مع تلك المستهدفات، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تضافر الجهود بين كل القطاعات.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org