مكوك الإعلام السعودي ودوره العالمي
هل نحن بحاجة إلى التعريف بالحضارة والثقافة السعودية لمن لم يعرفها ممن هم خارج نطاق الجغرافيا السعودية؟ الأكيد أن الجواب هو: نعم. فمواجهة التشويه المستمر والتضليل الإعلامي الممنهج ضد كل نجاح سعودي أمر حتمي وضروي؛ لأن هناك أجندات فردية ومجمعة بالمال وعيون الأعمال وعقول الغوغاء، ساهمت وتساهم بصورة مستمرة في تسويد الصورة المشرقة لكل نجاح سعودي، وطمس الحقائق.
هذا النشاز وأولئك الشواذ هم قلة، لكن بعضهم مؤثرون، وعلينا أن نستقطب الخط الموازي ذا الهامات العليا من أصحاب الفكر، المثقفين، الأدباء، الفنانين، الكُتاب، السياسيين، والأطباء من كل العالم، ودعوتهم لزيارة السعودية وفق منهج مدروس لزيارات لجميع الأراضي السعودية بكل ما تحتويه من حضارات مشاهَدة، وما تضمه من ثقافات مكتوبة ومنقوشة، وما تملكه من قدرات تقنية ومهنية، واقتصادات مثمرة، وشعب مضياف عظيم، وقيادة حكيمة ورشيدة.
هكذا هو العمل الموازي من قِبل الإعلام السياسي الموازي للإعلام الرسمي ضد كل عمل خائن، غادر، ومأزوم.. أما أن نترك الحبل على الغابر، ونكتفي بسطحيات الإعلام، وصوره الممنشنة على صفحات الجرائد ومسطحات شاشات وسائل التواصل الاجتماعي، وترك أغواره الذهبية ومسابره العميقة؛ فهذا على شاكلة المرعى المليء بالأغنام، ما إن تغير عليها الذئاب تنزوي، وإذا زال الخطر عادت لترعى، وكأن شيئًا لم يكن.
نحن اليوم أشد ما نكون بحاجة إلى خلق أدوار جديدة للإعلام الذكي؛ لمواكبة هذه الحرب الإعلامية الشرسة، وتسجيل وضبط المتورطين حتى لو كان على صفحات الورق، وفك أسرارهم، ومعرفة مَن خلفهم، والتشهير بهم، والتحذير منهم.
بلادنا المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين محسودة؛ لما حباها الله من كثير النعم، وأهمها أنها مهبط الوحي وموطن الرسالة، وقِبلة المسلمين، شرفها الله بأن اختار لها حكامًا عدولاً، هم آل سعود، وهب الله لهم الملك على هذه البلاد الشريفة من أوسع أبوابه، وأعطاهم القبول والحكمة والتواضع؛ فكان لهم ما كان وما يكون وما سيكون عطاء من رب العالمين، وسندًا من شعب أمين. وكل هذه القصة تقودنا إلى السعودية العظمى بشرف خدمة ضيوف الرحمن، وحكامها الشجعان، وشعبها المحزم المليان!!