شرُفت مسامعنا بإعلان سمو سيدي ولي العهد، بإنشاء شركة "داون تاون السعودية" لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة بأحدث التصاميم العصرية المستوحاة من الثقافة السعودية بمعايير عالمية وتصاميم عصرية، تشمل مدنًا متعددة في أنحاء المملكة تأكيدًا على التنمية الشاملة بتطوير البنية التحتية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين.
ولا شك أن البنية التحتية أساس للنهضة العمرانية؛ لذا كانت العناية بها في غاية الأهمية، خصوصًا في ظل خطط ومشاريع رؤية المملكة 2030 الضخمة والمتنوعة التي تتطلب بيئة إيجابية جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، وقادرة على الانطلاق نحو تعزيز قطاع السياحة والصناعة والتجارة والترفيه.
ولو سلّطنا الضوء على أوضاع البنية التحتية ومعاييرها في دول العالم المتقدم والدول المتأخرة؛ لوجدنا بينهما فجوة كبيرة وفارقًا واضحًا من حيث قوة البناء والتصاميم والمعايير؛ حتى باتت دولٌ مضرب المثل في روعة البنى التحتية، وأخرى على عكسها تمامًا، مع الأخذ بعين الاعتبار قابلية الدول والمدن المتطورة من حيث البنى التحتية لجذب واحتواء الاستثمارات الضخمة والمشاريع السياحية والترفيهية والصناعية والتجارية؛ على عكس الدول المتأخرة وما تعانيه من رداءة البنى التحتية؛ وبالتالي مقومات سياحية وصناعية واستثمارية وتجارية لا تذكر.
فالعلاقة بين البنية التحتية والنهضة العمرانية وما يلحق بها من نهضة تجارية وصناعية وسياحية وترفيهية، علاقة طردية متلازمة سلبًا وإيجابًا، كما أن العناية بها والاستثمار فيها تجديد وتطوير يُنعش مجالات صناعية وتجارية حيوية مثل مجال البناء والتعمير؛ فضلًا عن خلق فرص عمل كبيرة وفتح آفاق التعاون بين القطاع العام والخاص لوفرة المشاريع وتنوعها.
إن إنشاء شركة بحجم "شركة داون تاون السعودية"، خطوة جبارة نحو تأسيس مرحلة جديدة متقدمة استثنائية في عالم المشاريع وتطوير البنى التحتية، والتي ستكون بإذن الله تجربة مبهرة قابلة للتعميم على مستقبل البنية التحتية في مدن ومناطق المملكة.
كما أن ذلك دلالة واضحة على اهتمام القيادة الرشيدة وعناية سمو سيدي ولي العهد الخاصة بالنهضة العمرانية والمشاريع المستقبلية، التي تستحق منا كل الإشادة والدعم والمساهمة؛ لما يُرجى لها من آثار إيجابية على مستقبل واعد بعون الله.