أصحاب عقليات النمو وعقليات الجمود

تم النشر في

كلنا نؤمن بأن عقليات الناس وطريقة تفكيرهم من العوامل المؤثرة في تحديد نجاحهم وتقدمهم في الحياة.

تنقسم هذه العقليات إلى نوعَيْن: عقليات النمو، وعقليات الجمود.

يتفرد أصحاب عقليات النمو بتقبُّل التحديات، والإصرار، والمثابرة، والتعلم من الأخطاء.

ويؤمن أصحاب هذه العقليات بأن المهارات والقدرات يمكن تطويرها من خلال الجهد والعمل المنظم المستمر، ويسعون باستمرار إلى تحقيق نتائج أفضل في مختلف المجالات، ولا يرضيهم أنصاف الحلول، ويعيشون على مبدأ (المركز الأول، أموت وأحيا به)، ويحرصون على العمل المتقن، ويؤمنون بأهمية التطوير والتعلم المستمر.

الأفراد الذين يتبنون عقليات النمو يُظهرون مشاعر التفاؤل وحُسن الظن بالله، ويعيشون على منهجية "القادم أفضل وأحسن".

مرونتهم النفسية عالية، وقدرتهم على مواجهة الضغوط مرتفعة.. لا يتأثرون بالمحبطين حولهم، وإن وجدوا بابًا مغلقًا بحثوا عن آخر، واستمروا في تقديم أفضل ما لديهم.

أصحاب عقليات النمو هم وقود المجتمعات، وبهم تنهض الأوطان، وتتحقق معالي الأمور.

ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، نموذج ومثال حي لهذه الفئة من البشر. بفضل الله، ثم برؤيته وتمكينه للمبدعين من أبناء الوطن، نشاهد النجاحات مستمرة، والإنجازات متتالية، ومستقبل المملكة العربية السعودية مشرق بإذن الوهاب الرزاق فاطر السماوات والأرض.

وفي المقابل، نجد أن أصحاب عقليات الجمود قدراتهم ثابتة، ومعرفتهم تقليدية، ولا تجد أي نمو في حياتهم. أصحاب هذه العقليات يخافون من الفشل، ويبتعدون عن الصعوبات والتحديات، ويخافون من التغيير والتنمية، ويغلب على حياتهم الحذر المبالغ فيه.. وهذا يؤدي إلى قلة إنجازاتهم، وندرة مشاركتهم في تطوير أنفسهم ومَنْ حولهم.

تُعتبر هذه العقلية عائقًا أمام التطور الفكري والاجتماعي. ولا يشعر صاحب هذه العقلية بنشوة الإنجاز ولذة السعادة الحقيقية التي تكمن في التطوير المستمر. ويفضل هؤلاء الأفراد من أصحاب هذه العقلية البقاء في مناطق الجمود والراحة والكسل بدلاً من مواجهة روعة الأهداف الجديدة والتحديات المحفزة للعمل.

يجب أن نؤكد أهمية تعزيز عقليات النمو لدى أنفسنا وأُسرنا، وفي البيئات التعليمية والعملية.

كل يوم يجب أن نسأل أنفسنا عن ماذا أضفنا لحياتنا وعقولنا ووطننا من خير ونمو؟.

وللمؤسسات دور كبير في مساعدة الأفراد على تطوير مهارات جديدة، والاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم، وتطويرهم في المجالات التي تتناسب مع مواهبهم.

إن تعزيز هذه العقلية هو المفتاح لخلق مجتمع مبتكر وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.

بإيجاز، تُمثِّل عقليات النمو والجمود وجهتَيْن مختلفتَيْن في التعامل مع الحياة. فعقليات النمو تقود إلى الفرص والتقدم، وعقليات الجمود تكون سببًا في تقييد الفرد، وتمنعه من تحقيق إمكانياته الحقيقية.

وطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) بحاجة ماسة إلى أن يكون جميع أبنائه من أصحاب عقليات النمو والتطوير؛ لمواكبة الرؤية، والوصول للأهداف بعيدة المدى، التي تضمن -بإذن الله- استقرار الوطن ونموه، والمحافظة عليه للأجيال القادمة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org