92 عامًا.. تاريخ يُسطر وحاضر يشهد ومستقبل واعد

تحتفل المملكة العربية باليوم الوطني بتاريخ حافل بالبطولات والأمجاد، سعى من خلاله الملك عبدالعزيز الملك المؤسس إلى توحيد الصف والكلمة السعودية في كل أرجاء المملكة، تحت راية واحدة دستورها الشريعة الإسلامية ومنهجها القرآن الكريم، تاركًا وراءه حقبًا من ظلام الفُرقة والشتات، ليعلن تأسيس الدولة السعودية.

يعود ذلك إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق فيه للأول من الميزان، والموافق يوم 23 سبتمبر من عام 1932م.

سعت مملكة التوحيد إلى أن تكون جزءًا وعضوًا في المجتمع الدولي، فكان انضمامها للأمم المتحدة في عام 1945، وبذلك تصبح السعودية الدولة الخامسة والأربعين، ومن الدول المؤسسة لذلك الكيان السياسي، وفي ذات العام قامت السعودية بتأسيس جامعة الدول العربية مع مجموعة من الدول العربية، ليكون كيانًا إقليميًا يجمع العرب تحت لواء واحد.

بادرت المملكة مستفيدةً من خبرتها ومعرفتها بأهمية الوحدة وإيمانها بالمصير المشترك مع جيرانها وإخوانها من دول الخليج بتأسيس مجلس التعاون الخليجي، وتكون أمينًا له، ويكون مقره العاصمة السعودية الرياض.

كما كانت السعودية إحدى الدول المؤسسة لمنظمة "أوبك" عام 1969.

إنجازات عدة للمملكة العربية السعودية على صعيد المجتمع الدولي، كما ظلت تساند القضايا التي تهم الشعوب، وتحقق لها الأمن والسلام، وأصبحت لها كلمة مسموعة، بل كانت هي صاحبة المبادرات ومصدر القرارات في كل الأحداث والمواقف التي يمر بها العالم.

تعهدت المملكة بالتعاون ومدّ جسور المساعدة لكل الدول في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي والوقوف مع الدول في أزماتها بتقديم يد العون؛ تأكيدًا لدورها المحوري في العالم.

حاربت المملكة العنف والإرهاب وكل أشكال التعصب؛ لإيمانها بأهمية الأمن والاستقرار في تنمية الدول.

تصدّت المملكة لجائحة كورونا، وقدّمت كل الحلول لدول العالم، وكانت نموذجًا للدول لتتخطى هذه الجائحة بسلام.

كما تولي المملكة قيادةً وشعبًا اهتمامًا كبيرًا بخدمة ضيوف الرحمن، فمنذ عهد المؤسس مرورًا بكل ملوك المملكة وهم يبذلون قصارى جهودهم؛ لتقديم التسهيلات والخدمات لحجاج بيت الله الحرام؛ حتى يتمكنوا من أداء مناسكهم بكل طمأنينة وراحة، وقد قامت المملكة بمشاريع عملاقة من أجل توسعة الحرمين الشريفين، وإنشاء الطرق والجسور والأنفاق؛ لتسهيل عملية انتقال الحجيج بين المشاعر، وفي هذا السياق عملت على تسهيل وتبسيط إجراءات دخول الحجيج للأراضي المقدسة ووصولهم من خلال شبكة من الطرق والمواصلات الحديثة، وعملت المملكة على توفير الجو الصحي من خلال الإجراءات والتدابير الصحية الآمنة، واستعداد وزارة الصحة بمنظومة صحية متكاملة من المرافق الصحية في المشاعر المقدسة؛ شملت مجموعةً من المستشفيات والمراكز الصحية وسيارات إسعاف عالية التجهيز وكوادر طبية وإدارية مؤهلة.

يأتي هذا الاحتفال باليوم الذي تتجدد فيه روح الانتماء لهذا الوطن، العشق الأبدي الذي يمتد بين الحنايا والضلوع، قصة حب لا تنتهي، لتلك الأرض الطيبة المعطاة.

تحتفل السعودية هذا العام باليوم الوطني، وقد أرست دعائم البناء والتطور والنماء مستشرفةً آفاق المستقبل برؤية استراتيجية قد آتت أكلها، وأينعت ثمارها، وبانت ملامحها، وظهرت معالمها، وهو ما نشهده من تكامل بين جميع القطاعات المختلفة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال التطور والتغير في كل مناحي الحياة، والتغير الكبير في سمات المجتمع وأيديولوجياته وتوجهاته، فضلًا عن التطور الاقتصادي والعبور إلى شاطئ الأمان في كل الأزمات التي يمر بها العالم، واضعةً نصب عينيها تنمية الإنسان وتغيير طريقة التفكير وقدرة المواطن السعودي على مواكبة العالم وتحقيق غاياته المستقبلية.

إن حكومتنا الرشيدة ظلت تعمل بكل ما أوتيت من قوة في سبيل تحقيق الاستقرار والنماء لشعب المملكة.

حافظت السعودية على علاقاتها وصداقاتها مع شعوب العالم، وظلت تقدم كل المساعدات والحلول؛ لإقامة السلام في كل أنحاء المعمورة.

نحتفل اليوم باليوم الوطني ونحن نقف على أعتاب المجد، ونسير بخطى ثابتة واثقة نحو تحقيق غاياتنا المنشودة؛ بفضل حنكة وحكمة قيادتنا الرشيدة، وإلى الأمام يا مملكتنا الحبيبة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org