الجسر في زمن الرؤية

تم النشر في

تحت مظلة رؤية 2030 يُثبت قطاعا السياحة والترفيه أنهما داعمان رئيسيان لخزانة البلاد بالعملة الصعبة، وأنهما قادران على تحقيق المعادلة الصعبة بإعادة صياغة مفاصل الاقتصاد الوطني، وتحويل دفته من مسار الاعتماد الكلي على دخل النفط إلى مسار الاعتماد على قطاعات اقتصادية منوعة، أقل ما تتمتع به "الاستدامة والوفرة المالية".

ووسط تصورات الرؤية وطموحاتها الكبيرة؛ لإنعاش قطاعَيْ السياحة والترفيه، والوصول بهما إلى أبعد نقطة من التطور والازدهار، سيكون لجسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين دوره "الاستثنائي" في المشهد، من خلال جملة من التحديثات التي طرأت عليه تباعًا، وجعلته أيقونة الاقتصاد السياحي والترفيهي في السعودية.

وبالرغم من أن الجسر الذي يبلغ عمره نحو 37 عامًا شهد تطورات وتحديثات كثيرة ومتعاقبة، من جانب قيادة المملكتَين، إلا أن رؤية 2030، وما شهدته من تحولات جذرية في التفكير النظري، والتطبيق العملي، أضفت عليه هوية سياحية جديدة، تُعلي من قيمته، وتُعظم من أهدافه، من خلال خدمات إلكترونية نوعية سريعة، توفر للسائح والمسافر تجربة سفر فريدة من نوعها.

وتبدو شهادتي مجروحة في دور الجسر، وتاريخه الطويل في تعزيز الربط بين شعبَي المملكتَين، إلا أنني أرغب في أن أسجل إعجابي الشديد بطريقة إدارته بصبغة تخدم الاقتصاد السعودي، عبر استثمار مكوناته في دعم قطاع السياحة.. ويتجلى هذا المشهد في الجزيرة الوسطية للجسر، وطابعها السياحي؛ بسبب المرافق الترفيهية المنوعة التي تضمها؛ وبالتالي أصبحت مقصدًا للزائرين في ذهابهم وإيابهم على الجسر.

وإذا تحدثتُ عن التطورات التي شهدها الجسر في زمن الرؤية فهي كثيرة ومتنوعة، الهدف منها تسهيل الإجراءات وتخفيفها إلى حدها الأدنى، وظهر ذلك ـ على سبيل المثال ـ في تقديم خدمات الدفع الإلكترونية المقدمة عبر تطبيق "جسر" لتوفير حلول رقمية عبر بوابات إلكترونية متكاملة وتلقائية التشغيل، تمنح المسافرين القدرة على الدفع، وعبور بوابات الرسوم في الجانبين بسهولة وسلاسة، دون الحاجة إلى التوقف للسداد النقدي، وهو مشهد مغاير تمامًا لما كنا نراه في محيط الجسر في وقت سابق من تكدس السيارات وازدحامها، خاصة في المناسبات؛ ما دفع الكثيرين إلى إلغاء سفرهم عبر الجسر، أو البحث عن وسيلة سفر أخرى.

واليوم جاءت الرؤية لتعالج كل هذه السلبيات بخطوات عملية مدروسة، تحقق الأهداف من أقصر الطرق.

وبالحديث عن خدمات الجسر الإلكترونية أيضًا من الصعب تجاهُل تقنية التعرف على السيارات من خلال رقم اللوحة "برق" التي يتم التعرف من خلالها بشكل تلقائي على لوحة المركبة، والسماح بمرورها دون الحاجة إلى تدخل بشري. وهذه الخدمة يتم تفعيلها أيضًا عبر تطبيق "جسر"، والدفع عبر المحفظة الرقمية؛ ما يسهم في سرعة العبور، وسلاسة الإجراءات تيسيرًا على المسافرين.

أستطيع التأكيد أن ما يشهده جسر الملك فهد حاليًا لَكفيلٌ بدعم الاقتصاد السعودي من جانب، ونقل صورة مشرفة للمملكة من جانب آخر؛ باعتبارها دولة متطورة وحديثة، تواكب كل جديد وحديث، ولا ترضى أن تتخلف عن ركب التقدم، ولو كلفها الأمر الغالي والنفيس.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org