صفات شيطان الإنس في أي مجلس..!!

تم النشر في

يستجمع طاقته السلبية كاملة ثم يدخل للمجلس، وبدلاً من نشر رائحة البخور ودهن العود يقوم بإرسال مشاعر الغل والكراهية والحسد والحقد المنبعثة من داخل نفسه الشيطانية.

ينظر للجميع، ثم يبدأ في تنويع سلامه على الآخرين. هناك من يصافحه بلا تواصل بصري، وهناك من يقدم له رؤوس الأصابع فقط نظرًا للأحداث السيئة بين الطرفين، وهناك من يعانقه نظرًا لاحتياجه له، سواء في الحاضر أو المستقبل.

شيطان الإنس مكروه من الجميع، ومنبوذ من كل المحيطين به، يتعايشون معه بلا رغبة، وينتظرون مغادرته من أي لقاء يوجَد فيه.

تتغير أمزجتهم للأسوأ عند دخوله، وتختفي الابتسامات، وتتلاشى الفرحة بقدوم هذا الجسد الممتلئ بصفات السوء والتصرفات الرديئة.

كراهية الجميع له بسبب غيبته المستمرة للناس، وحرصه على نشر الأخبار التي فيها تشويه لسمعة الآخرين.

لا يثني على أحد، ولا يذكر محاسن الناس.. عينه عين الذبابة التي لا تشاهد إلا زلات وعثرات الناس.

إذا سمع الناس ترفع من شأن أي شخص فإنه يتألم وينزعج، وتتعب نفسيته، وقد يحاول أن يعترض على كلامهم بعبارات تتضمن الإساءة لذلك الشخص الذي رفعوا من شأنه، ولكن بطريقة خبيثة غير مباشرة.

نسي ذلك الشيطان البشري أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن شر الناس يوم القيامة من تركه الآخرون وتجنبوه خشية أذيته وشره.

ألا يعلم أن الناس تدعو الله عليه كلما ذُكر اسمه في أي مناسبة؟ ألا يعلم أن مَن حوله يتمنون مغادرته الحياة بأي شكل؟ ألا يشعر بامتعاض الناس منه بسبب سوء لسانه، وخبث مفرداته، وقذارة تفكيره؟

أي حياة يعيشها ذلك الإنسان مع كل هذه الطاقة السوداء التي تحيط به، وتنتشر داخل جسده؟!

حياة البؤس والألم غير المعلن هي باختصار حياة ذلك الشخص؛ لأنه حسد الآخرين، وحقد عليهم، واستكثر نِعَم الرزاق فاطر السماوات والأرض لهم.

لا طريق أمام أي شخص يشعر بأنه يحمل تلك الصفات السيئة أعلاه، أو بعضًا منها، إلا التوبة إلى الله، والاستغفار، وأخذ العهد على نفسه بعدم الحديث بشكل سيئ عن الآخرين.

يجب عليه أن يُحسن من أخلاقه، ويقدم ثناء مضاعفًا على أولئك الأشخاص الذين قد تسبب أو حاول أن يشوه سمعتهم.

يجب أن يتوقف عن كل الأفعال المشينة التي كان يفعلها؛ لعل الله يتوب عليه.

كل واحد منا يعرف نفسه تمامًا، ويعرف هل هو من أهل السلوكيات الإيجابية والمفردات اللائقة أم من أهل السوء والكلام البذيء الرخيص.

مَن كان على طريق الصواب فعليه أن يحمد الله، ويستمر، ويلزم فعل الخير.. ومَن كل على طريق الهلاك فعليه بالرجوع والاستغفار والتوبة قبل أن يغادر وحقيبته مليئة بالذنوب وبالسيئات {مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ}.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org