يوم للفخر
اليوم ونحن نحتفل بذكرى يوم التأسيس للمملكة العربية السعودية علينا أن نفاخر الدنيا كلها بتاريخنا التليد، الذي يرجع إلى نحو 300 عام، وتختزن صفحاته ملاحم بطولية، سطرها الآباء والأجداد بكفاحهم ونضالهم، الذي كان بمنزلة اللبنة الأولى لتأسيس هذه البلاد الطاهرة على مرتكزات وقِيَم، عنوانها الشموخ والازدهار والكرامة والتسامح.
اليوم يحق لكل مواطن ومواطنة أن يتباهوا بوطنهم، وما حققه من أمجاد صنعها الشعب السعودي على مَرّ الأجيال بعزيمة الرجال، وإصرارهم على إعادة التاريخ السعودي كما هو حقيقة، ويسجلون فيه كيف نجح الإنسان السعودي في أن يتغلب على التحديات التي واجهته من أجل تعزيز أكبر تجربة توحيد شهدها العصر الحديث، وفيها تخلصت الجزيرة العربية من التشرذم والتناحر والجهل، واستبدلتها بالقوة والتلاحم والتقدم.
تجربة تأسيس الدولة السعودية تستحق أن نقف أمامها طويلاً، وأن نستلهم منها العِبر والدروس المستفادة، بداية مما قام به الإمام محمد بن سعود في عام 1139هـ من جهود، أثمرت هذا الصرح الوطني، الذي استمر نحو قرن (1139-1233هـ)، وما لبث للعودة مجددًا بعد سبع سنوات على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود في الفترة من 1240-1309هـ التي كان فيها تأسيس الدولة السعودية الثانية، وبعد 10 سنوات استكمل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- المسيرة ببناء السعودية الثالثة على قواعد التقدم والازدهار.. وتوالى على قيادة البلاد أبناء الملك عبدالعزيز، فساروا على نهجه في تعزيز بناء الدولة الحديثة، والحفاظ على وحدتها واستقلالها.
لا ينبغي أن ننظر إلى يوم التأسيس على أنه قصص من الماضي، نستمع لها ونصفق لأبطالها فحسب، وإنما يجب أن نستلهم منها العبرة في أن الإنسان متى كان مؤمنًا بقضيته، ولديه العزيمة والإصرار، فسوف ينجح بإذن الله، ويحقق كل ما يحلم به ويسعى إليه، خاصة إذا كان على حق، ومتمسكًا بالعدل، وتسلَّح بالإيمان بالله، وهو ما حدث مع قادة هذه البلاد قبل ثلاثة قرون، عندما أرادوا التأسيس لمملكة، دستورها القرآن الكريم وسُنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
واليوم ترفل السعودية في ثوب من التقدم والازدهار الاستثنائي، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، من خلال رؤية 2030 الطموحة، التي أعادت بناء البلاد في زيها الجديد؛ لتكون ضمن مصاف الدول المتقدمة والمتطورة، وهو ما حدث على أرض الواقع، من خلال إشادات، أعلنتها المؤسسات والمراكز الدولية الكبرى، التي رأت أن السعودية حققت في سنوات الرؤية ما لم تحقق دول كبرى في عشرات السنوات، وأن السعودية نجحت في اكتشاف نفسها من جديد معتمدة على سواعد أبنائها وعزيمتهم.
وأدعو الله أن يديم على مملكتنا نِعَم الأمن والأمان والرخاء والازدهار، وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا، وأن يعيد هذه المناسبة على الوطن والمواطن والجميع ينعم بالصحة والاستقرار، في ظل قيادة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.