الخريطة الإحصائية.. بنك لا يخسر!!
أثار قلمي مقال رئيس تحرير صحيفة "سبق"، الأستاذ/ علي الحازمي، الذي جاء تحت عنوان: (عندما تتحدث "الإحصاء" بقوة البيانات الناعمة)، الذي أبدع فيه كإبداع الهيئة العامة للإحصاء؛ إذ حلق بنا حول ماهية الأرقام الحية، وأهمية البيانات الذكية كنافذة تحليلية، تساعد في رسم ملامح التنمية وصناعة القرار وصياغته من مختبر الابتكار الإحصائي.
لا يمكن أن نرسم ملامح التنمية المستدامة ونصوغ القرارات دون أن يكون لنا متكأ على الأرقام الحية، البيانات الذكية، التحليل الإبداعي وصناعة الحلول.
كثيرًا ما يزعم البعض أن البيانات تفوَّقت على المشتقات النفطية؛ باعتبارها المورد الأكثر قيمة في العالم؛ فالبيانات مثل النفط تمامًا؛ لا قيمة لها حتى يتم استخراجها ومعالجتها (أي تحليلها) بالطريقة الصحيحة.
تشهد صناعة البيانات الإحصائية ازدهارًا إيجابيًّا؛ فهي بمنزلة الملخص لآلاف القصص؛ لأن هذه البيانات تُمثل الزيت الخام للقرن الحادي والعشرين، والتحليلات هي المُحرك لاشتقاقه وتصنيفه. وكلما زاد حجم البيانات زاد اعتمادنا على خبراء البيانات المهرة، الذين يمكنهم تحويلها إلى شيء ذي معنى.
أضحت الأرقام جزءًا من حياتنا اليومية، مثل الوقت والتاريخ.. والتحليل بالأرقام أكثر وضوحًا ودقة من الجوانب النظرية الإنشائية فقط؛ لأنها أكثر منطقية، ويتقبلها العقل بكل أريحية. ودنيا الأرقام ليست للحصر فقط، وإنما للتحليل الرياضي؛ فالرياضيات علمتنا أنها تبني العقل.
الخريطة الإحصائية لها عناصر كعناصر أي خريطة، لكنها تزيد عنها في أن طموحها ينبثق من نتائجها الكبيرة التي تحتاج لطموحات كبيرة. والقناعة لا تُعارض الطموح؛ فهي في حدود الممكن للطموح، ووفق الخطط الاستراتيجية للتنمية.
من فوائد الخريطة الإحصائية أن نتائجها لا تكذب، وأن المتعة الحقيقية لا تكمن في اكتشاف الحقيقة، بل في البحث عنها، ورسم ملامح التنمية من خلالها، وصياغة القرارات على ضوئها.
الأرقام المثالية تحتاج إلى رجال مثاليين، ولمثل هؤلاء الخلاقين للابتكار.. فتنفيذ الأفكار الإبداعية بحاجة إلى نهج مبتكر؛ لضمان تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع إبداعي، يرسم مهارة المستقبل. وتلك طبيعة رجال الهيئة العامة للإحصاء.
باختصار، الخريطة الإحصائية هي لعبة القواعد البيانية، والنافورة الحية لتشكيل هذه البيانات، وجعلها في موقع من الإعراب التنموي المتوازن، والحكم الأعلى الذي لا يقبل الاستئناف؛ وهو ما ينعكس بأثر إيجابي في مرتكزات رؤية 2030م الثلاث: مجتمع حيوي (يبتكر ويبدع)، اقتصاد مزدهر (قوة واتساع) ووطن طموح (حكومة فاعلة مع جودة التنظيم).