ما بين الزيادة السكانية وانخفاض العدد..!!

كانت نتائج تعداد السكان لعام 2022م، التي أعلنتها هيئة الإحصاء في المملكة العربية السعودية الأسبوع المنصرم، محط أنظار الكثير من القراء، الكُتَّاب، الاقتصاديين والمغردين.. وتفاوتت الآراء والتساؤلات ما بين المقارنة مع التعداد السابق لعدد المواطنين السعوديين، والنقص البسيط في التعداد الأخير، ونسبة أعمار الشباب، فضلاً عن تقارب نسبة الذكور والإناث، ووصول الكثير من الشباب والشابات لعمر الثلاثين دون زواج، إضافة إلى وجود خلل في التوازن بين عدد السعوديين والمقيمين.. كل تلك التساؤلات إيجابية في ظل الشفافية التي انتهجتها هيئة الإحصاء، وكان لزامًا عليها أن تظهر الحقيقة كما هي، وأن الكثير من الأرقام والنسب تحت الدراسة، التخطيط، البحث، التقصي والمعالجة، ولكنها تحتاج لوقت ليس بالقصير.

نعلم أن مصطلح تعداد السكان في علم الاجتماع هو مجموعة البشر الأحياء، وتناقص عدد المواليد، ومقارنتها مع عدد الموتى. وهو مؤشر غير صحي في ظل التحسن الكبير في الحالة الطبية. وقد يكون لذلك مجموعة من الأسباب، أهمها: تأخر سن الزواج، الطلاق وأخواته، المخدرات، حوادث المرور، الثقافات المجتمعية وضعف دخل الأفراد.. لكننا في المقابل نرى أن النمو السكاني يشبه التغذية الإيجابية والسلبية؛ فزيادة الغذاء عن حده سوء تغذية، وكذلك نقص الغذاء سوء تغذية. وهنا تحضر الموازنة، ويحضر التوازن بين النمو السكاني والموارد والخدمات؛ حتى يكون هناك اتزان وتوافق؛ يؤدي إلى الاستدامة التنموية من جهة، والاعتدال التنموي في عدد السكان.

هذه المخرجات للتعداد الإحصائي 2022م ستعيد دراسة جانب التوزيع الديموغرافي والتوزيع العادل للمشاريع والتنمية المتوازنة الشاملة في أنحاء السعودية. وتساعد مثل هذه البيانات والإحصاءات التي تم جمعها، وسيتم تحليلها، في اتخاذ قرارات مستقبلية، وزيادة عملية التخطيط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وكما أن هناك مشكلة في الزيادة السكانية أيضًا هناك مشكلة في النقص السكاني، وعدم توافقه مع أعداد السكان الأصليين.

سبحان ربي الذي يعمر الأرض بالبشر، وإنما خلق الإنسان ليعمل ويأكل من صنع يديه، كما خلق العصفور ليطير ويأكل من خشاش الأرض.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org