الأب يسبُّ والأم تشتم والطفل يُقلِّد!!
يبدأ الإنسان حياته بمشاهدة وملاحظة ما يحدث في بيئته الصغيرة، وهي أسرته. يسمع الكلمات والعبارات، ويراقب التصرفات والسلوكيات، ثم يُخزِّن في عقله كل ما يشاهد، وتبدأ بعد ذلك عملية التقليد وممارسة ما يشاهد من أفعال لأفراد هذه البيئة.
يتكلم بطريقتهم، ويستخدم مفرداتهم، ويطبق كل ما يفعلون.
لا تتوقعا أيها الأب وأيتها الأم أن تستمعا لمفردات جميلة من أطفالكما وأنتما تستخدمان داخل المنزل أسوأ العبارات والكلمات.
قمة الظلم أن يُضرب طفل في سنواته الأولى على فمه عندما يسمعه أحد والديه وهو يشتم أو يسب ويلعن، في حين أن قاموس أفراد تلك الأسرة مكون من أقوال قبيحة، ومقولات مخالفة للشرع والأخلاق السوية.. يتبادلون العبارات السيئة التي تتأذى الأذن من سماعها، ويتوقعون أطفالاً أسوياء أبرياء ملتزمين بالسلوك القويم!
الأسرة السوية تضع قواعد وقوانين ومعايير، يعرفها الجميع.. يطبقها الأب والأم، ثم يتعلم منهما الأطفال، ويكبرون على تلك الأخلاقيات، ثم تصبح تلك العملية مستمرة، تتناقلها بقية أفراد الأسرة والأجيال التالية.
ما أروع أن تكون عملية تربية الأبناء بالقدوة الحسنة بأن يفعل الوالدان ما يطلبانه من الأبناء.
يجب متابعة أداء الأبناء داخل المنزل وخارجه باستمرار، ويرافق تلك المتابعة عملية التقييم، وتذكير الأبناء بكل فعل غير مناسب، وتعديل وتقويم السلوك بشكل مستمر، وكذلك الدعاء للأبناء بالصلاح والمال الحلال.. كلها عوامل مهمة لتنشئة أبناء صالحين -بإذن الله-، ولكن يجب أن لا نغفل عن فعل الأسباب والأمور التي تقود -بإذن الله- للنتائج المرغوبة، ومن تلك الأسباب التربية الحسنة، وتطبيق منهجية إدارة الجودة داخل المنزل.
تبدأ العملية بوضع المعايير في المجالات كافة، ثم يكون بعد ذلك التقييم المستمر من قِبل الوالدين والإخوة الكبار. والتقويم والتعديل يتم بشكل تلقائي.
يعد صلاح الأبناء من أكبر النعم التي يرجوها الجميع من الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا الأمر يتطلب جهدًا ووقتًا ومتابعة وتركيزًا في زرع القيم والأخلاق الرفيعة في نفوس الأبناء.
واجب علينا جميعًا أن نتذكر أن الأبناء أمانة عظيمة، يجب بذل كل ما بوسعنا لتنشئتهم بالطريقة السليمة.