لم يعد تأخُّر تنفيذ مشاريع الطائف بغريب لدى سكانها؛ فقد تعوَّدوا على ذلك؛ ويحدوهم الأمل في أن الفرج سيأتي يومًا ما، ولكن الأمر استمرَّ، بل إنه ازداد سوءًا، خاصة في خدمات الطرق، سواء ما كان منها تابعًا للأمانة، أو لإدارة الطرق، فهل من المعقول أن يستمر تأخُّر تنفيذ الطريق الدائري لأكثر من عشر سنوات؟! بل إن العمل فيه أصبح متوقفًا دون معرفة الأسباب! كما أن هناك مشاريع داخل المدينة بعد أن بدأ العمل بها توقفت؛ ففي شارع الملك خالد –مثلاً- أُعلن إقامة جسر في تقاطع شارع الملك خالد مع شارع خالد بن الوليد، وبعد أن تم تنفيذ التحويلات لبدء المشروع من الشركة المنفِّذة توقَّف العمل فيه، وأصبح الموقع يُشكِّل إزعاجًا للعابرين؛ لما يسببه من اختناق مروري بعد أن تم إلغاء الإشارة المرورية فيه. وعلى الشارع نفسه أُقيمت أكتاف جسر للمشاة، تربط بين حي السحيلي وحي البيعة أمام (تيرا مول)، منذ ما يقارب العام، ولم يتم استكمال العمل فيها، بل إن المشروع توقف تمامًا رغم ما يشهده الشارع من حوادث تصادم بسبب المطبات الاصطناعية، إلى جانب حالات الدهس للعابرين بين الحيَّيْن.
أما السفلتة فحدِّث ولا حرج؛ فمعظم الأحياء الجديدة لم يتم سفلتتها، بل إنه تمت سفلتة شوارع اختيارية قليلة في بعضها، رغم أن هناك شوارع أقدم منها عمرًا، ولم يُنظر إليها. أما مخططات المنح فمنذ استلام المواطنين منحهم شمال الطائف منذ أكثر من عشر سنوات لم يتم سفلتة هذه المواقع، أو إيصال الخدمات لها؛ حتى يتمكن المواطنون من البناء فيها، بعد أن كانت فرحتهم كبيرة عند توزيعها، وحصولهم على الصكوك الشرعية؛ لتبقى طوال هذه الفترة أرضًا خلاء، لا يوجد فيها إلا "البتر" المرقَّمة.
إن المتنقل بين مكة المكرمة وجدة والطائف يلاحظ الفَرق الشاسع بين سفلتة شوارع مدينة وأخرى؛ فالطائف تأتي في المؤخرة، ولا نعلم هل هو سوء التنفيذ أم عوامل الطبيعة التي تؤثر في الطبقة الأسفلتية.. فما إن تتجاوز مشعر عرفات باتجاه الطائف حتى تبدأ تشعر بسوء السفلتة، وتقشُّر الطبقة الأسفلتية؛ الأمر الذي يؤدي إلى تآكل "كفرات" السيارات؛ وما يسببه ذلك من إزعاج لقائد السيارة والركاب.
وأخيرًا.. فإن هذا جزءٌ من مشاكل الطائف، التي تحتاج إلى الاهتمام من المسؤولين؛ حتى تواكب النهضة الشاملة التي تشهدها السعودية بشكل عام، ومناطق الاصطياف بشكل خاص.. فلم تعد الطائف المصيف الأول للمملكة في ظل توقُّف مشاريعها وحركة النهضة بها.