ألوان!

تم النشر في

** بعض المتمسحين بالدين كانوا في فترة ماضية يحاربون الاحتفالات الوطنية والاجتماعية ومجالس العزاء وغيرها؛ لبدعيتها (في نظرهم)، وعادوا بعد أن انكشف أمرهم؛ ليقدموا أنفسهم ناشطين اجتماعيًّا، يسعون (محتسبين) لإدخال السرور على الآخرين من خلال تلك الاحتفالات والمجالس! ونسوا أو تناسوا الوجوه التي كانوا يظهرون بها؛ فقد برزت ألوانها، وانكشفت للمجتمع أهدافها، في حين بقي الدين ثابتًا محفوظًا بحفظ الكتاب الكريم والسنة المطهرة، وقد اتخذتهما القيادة الرشيدة دستورًا في جميع التنظيمات والتشريعات.

** يتغنى بعض الشعراء بالقيم ومكارم الأخلاق، ويُحمد لهم ذلك؛ فالكلمة المسؤولة، شعرًا كانت أو نثرًا، لها صداها عند المتلقي، ويتأكد الأثر بانعكاس ذلك سلوكًا في تعاملات أصحابها، لكنك عندما تنظر في أفعال هذا البعض تتجلى لك الألوان، ويخفت، وربما يختفي التغني! لأن الجمال لا يعد شيئًا في حالة انفصاله عن شعورنا، كما يرى (كانت)، بل يفترض تعادل الرائي والمرئي، أو على الأقل تناسبهما حتى يمكن رؤية الجمال، كما هي فلسفة أفلاطون.

** تعج السوشال ميديا بانتقاد شريحة عريضة من المجتمع لفئة (المشاهير)، وتتعجب أن المنتقدين يشكلون قائمة المتابعين الذين كانت الشهرة على حساب وجودهم في معرّفات هؤلاء. ولو كان الانتقاد عمليًّا بإلغاء المتابعة لما وجدنا عبارات الانتقاد بعد كل سقطة يتداولها المتابعون لهذا البعض الذين لا يفرقون بين توظيف تطبيقات ومنصات التواصل كوسيلة إعلامية، لها ما لها وعليها ما عليها، وهوس الشهرة التي تشكل مصدرًا جيدًا للدخل. وهنا طيف ألوان وتقاطعات بين المعلنين والمشاهير ومتابعيهم.

** عندما أقرأ أو أسمع عن حالة مضايقة لشباب وشابات الوطن في بعض وظائف القطاع الخاص أتذكر فترة ماضية كانت الصحافة تنشر فيها أرقام البطالة، والمطالبة بالسعودة، وتُصافح قراءها بعناوين عريضة وألوان براقة، كتبها محررون مقيمون من جنسيات متعددة، في مثالية لم تمرّ بمكاتب هؤلاء مثلما تعتمد صفحات النشر! والحال تمامًا عند من كانوا يرفعون شعار اتكالية الشباب وعدم جديتهم حتى اقتحم شباب وبنات الوطن سوق العمل، وأبطلوا تلك الحجج في ظل تمكينهم وفق رؤية السعودية 2030.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org