على هامش المنتدى العالمي للمدن الذكية: الأمن العام يرفع مستوى الإنجاز

تم النشر في

ضمن فعاليات مؤتمر المدن الذكية الذي تناولنا أهم تفاصيله في مقالة وإشارة سابقة، والمنظَّم من قِبل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، بتعاون عديدٍ من الجهات، ومنها وزارة الداخلية، حيث كان تحت شعار "حياة أجود"، قمنا بزيارة جناح وزارة الداخلية، حيث ذُهلنا من حجم القفزات النوعية المتطورة التي حقّقها الأمن العام في المملكة، وكيفية تسخير التكنولوجيا؛ ليس من باب التطور التكنولوجي بحد ذاته، بل من باب كيفية الاستفادة والاستخدام السليم لهذا التطور التكنولوجي، بحيث يسهّل ويسرّع ويوفّر ويحسّن من خدمات المديرية العامة للأمن العام.

بداية لا بد من الإشارة إلى ما تفضل به معالي الفريق محمد بن عبدالله البسامي؛ مدير الأمن العام المكرّم، حيث أتى في مشاركته في فعاليات المنتدى، إلى كيفية منهجية عمل الأمن العام، وأن عملية توظيف التقنية أصبحت خياراً لا بد منه، ونحن نمضي قدماً نحو المستقبل، وأن التطور التقني التكنولوجي؛ حيث يستخدم في المجال الصحيح وبالأسلوب الصحيح، يسهم -بشكلٍ فعّال وأساسي- في تفعيل مفهوم المدن الذكية، الذي بدوره تتم الاستفادة منه في أعمال وخدمات وتحقيق الأهداف العامة للأمن العام، حيث تكون هناك مخرجاتٌ؛ كخفض معدلات الجريمة، وزيادة مستوى تحسُّن زمن الاستجابة والكفاءة في العمل والتشغيل، والوصول الى نقطة توافق بين الأنظمة الأمنية في المملكة والمدينة الذكية الواحدة، مما ينتج عنه بطبيعة الحال تفاعلٌ وتشاركٌ مجتمعي بشكلٍ إيجابي، ورفع مستويات التواصل والتفاعل بين أفراد المجتمع الواحد وبين أفراد الأمن العام، كما سينتج عنه مزيدٌ من التحليلات والتسهيل المباشر في عملية صناعة القرار واتخاذه.

وفي الجناح نفسه، شاهدنا النموذج الأول لمشروع مركز الشرطة الافتراضي، الذي سيكون موجوداً في المولات والمراكز التجارية، والفكرة -باختصار- أنه يستطيع المواطن أو المقيم أو الزائر، أن يقف أمام شاشة ذكية تمثل مركز الأمن الافتراضي، يقدّم شكواه أو بلاغه، يجيب عن الأسئلة الواجب الإجابة عنها، يعرّفه عن نفسه بكل سهولة، دون داعٍ إلى الذهاب للمركز الأمني، وإضاعة وقت رجال الأمن وجهدهم، كما وقته وجهده، وبإمكان المبلّغ أو المشتكي أو المستفسر أن يتواصل مع الضابط المناوب مباشرةً إما للاستفسار والتوضيح، وإما لطلب المشورة أو التبليغ، وهذه ستشكل ثورةً تقنية تكنولوجية جديدة لم يسبق لها مثيلٌ إن شاء الله.

وعودة إلى معالي الفريق البسامي؛ الذي يدير ملف الأمن العام بكل احترافية، وهو يعلم جيداً ما المطلوب وكيف ومتى وأين ينفّذ ويطبّق؟ وإدارته ناجحة جداً في عملية التوازن بين أدوات التكنولوجيا المتوافرة وبين الاحتياجات الأمنية، خاصة أن عملية توظيف الذكاء الاصطناعي عملية تُسهم في رفع مستويات التنبؤ الناجحة، وتحقيق استباقٍ أولي لكل ما هو مخالفٌ أو معرقلٌ للنظام الأمني، كذلك أن التكنولوجيا في الأمن العام يتم تطبيقها أولاً بأول، خاصة في ملفات العمرة والحج وإدارة الحشود والعناصر المرورية.

بقي وللتأكيد أنه يلزم الآن مزيدٌ من التفاعل الإنتاجي مع ذوي الإعاقة، بحيث إن كل تطوّرٍ وتحديثٍ تكنولوجي لا بد أن يكون العقل المفكّر والمصنّع للقرار يعي جيداً أن هناك فئة خاصة لا بد أن يكون لها مخصّصٌ في عالم الفكر والإبداع، ونعي جيداً أن إدارة الأمن العام والإدارات التابعة لها، كلها وبتوجيهٍ من الفريق البسامي؛ تعمل على قلب رجلٍ واحدٍ في ملف ذوي الإعاقة.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org