عِدَاء مِمَّنْ يَنْطِقُونَ بِأَلْسِنَتِنا..!!

تم النشر في

الحمْلة الشرِسة ضد دولتنا، مجتمعنا، ديننا وحُكَّامنا، من تشويه للسمعة، ليست وليدة اللحظة، وإنَّما منذُ عقود، وإذا أردنا تصنيفها فإنها تُصنَّف في دائرة الحسد، النفس الخبيثة، الكارهين لنا.. وهذا كُلَّه حقيقة قُرآنيَّة، تتمثَّل في شياطين الإنس وشِرار الخلق.

لكنَّ هذه الدائرة الشريرة خرجت من مُحيطها الفردي لتكون مُنظَّمة ترعاها حكومات وكيانات، لها أجنداتها السياسية والاجتماعية؛ لإسقاط كيان مُعيَّن، أو إلحاق الضرر به، أو تشويه الصورة الذهنيَّة لهذا الكيان في عقول عامة البشر وخاصَّتهم، ويتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.

ومهما استغلَّ الأعداء المواقف الحياتيَّة ضدنا فإنَّنا نقول لهُم: من يعرفنا جيِّدًا يفهمنا جيِّدًا، فالعين تُكذِّبُ نفسها إنْ أحبَّتْ، والأُذُن تُصدِّق الغير إنْ كَرِهَتْ.

ما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو قِصَّة حقيقية حدثت لي، أرويها لكم باختصار:

قبل أسابيع وأنا واقف في الشارع تحت العمارة التي أسكنها في العاصمة الرياض، إذا بذلك الرجل العربي الطاعن في السن في العقد التاسع من عُمره يتجه نحوي ويسألني: هل أنت من سُكَّان هذه العمارة؟ فأجبته بـ"نعم".

كان يتكلَّم باللغة العربية الفُصحى، فقال لي:

ابنتي دكتورة طب، تسكن في هذه العمارة وحدها، ورغبت أنْ تكون لي صديقًا لكي أطمئن عليها، وأستأنس بمعرفتك. فأعجبني منطوقه وسيرته وثقافته؛ فاستضفته في بيتي، ودار بيني وبينه حوار طويل، فما كان منه إلا أنْ اتَّصل بابنه في دولته ليُخبره بمعرفتهُ بي، وسروره منِّي، وسمعته يقول لابنه: وجدتُ هذا الرَّجل السعودي الشهم من سكان العمارة التي تقطنها أختك، استضافني في شقَّته بوجه بشوش وانفتاح ذهني أذهلني على غير ما كُنَّا نعرف عن السعوديين من الانغلاق الفكري، وعدم تقبُّلهم للغير.

هذه الصورة الذهنية المُعشعشة في فِكر الكثير من أبناء عروبتنا لم تكُنْ من فراغ، وإنَّما جاءت نتيجة "التخبيب الفكري" الذي يصدر من إنسان حاقد، يُؤذيك بطريقة الجبان، فالجريء على الشرور إنسان جبان.

نقول لمثل هؤلاء الجبناء الكارهين لنا: مهما حاولتم أنْ تخدشوا سطح سمعتنا فإنها - والله - تزدادُ لمعانًا وبريقًا؛ فالذهب الحقيقي لا تزيده النار إلا صفاءً وقُوَّة.. هكذا هي المِحَن تنقلبُ إلى منح!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org