المال لن يستطيع شراء كل شيء!

تم النشر في

يعتقد بعض الأثرياء أنه بماله يمكنه شراء كل شيء، في حين يُفاجَأ بأن هناك أشياء لا يستطيع شراءها مهما دفع فيها من مال.. فبعض الناس لا يمكن أن يبيع ضميره حتى لو أُعطي مال "قارون"؛ فعزة النفس التي تربى عليها تمنعه من الانزلاق في ذلك المستنقع، في حين أن هناك من ضعاف النفوس من ينجرف وراء المال مهما كان مصدره؛ فكل همه زيادة ثروته، بغض النظر عن مصدرها، وما سيلحقه من تلويث لسمعته، وسقوطه من أعين الناس، وفَقْد ثقتهم.. وللأسف، إن هذا الأمر أصبحنا نشاهده عيانًا بيانًا، ودون اكتراث من أحد، سواء من الأقارب أو ممن يشترك معهم في النسب وغيره. فالنصيحة أصبحت شبه معدومة؛ لأن المنصوح لا يتقبلها، وقد تقع بأسبابها الخصومة والعداء.. والخوف كل الخوف أن تتسع هذه الدائرة، فمن كان بالأمس محصنًا منها تفك حصانته بالإغراءات والضغوطات المختلفة.

قد يقول قائل إن المال يجلب السعادة.. وقد أثبتت الدراسات أن المال ليس كل شيء، وأنه لا يصنع السعادة، بل إن السعادة تختار من يختارها، وليس من يستخدم وسيلة المال للوصول اليها. وللسعادة فنون، لا يعرفها إلا السعداء، كما أن المال لا يستطيع شراء الصحة من مرض لا يُرجى برؤه، ولا أن يدفع عنك شر القدر إذا أراده الله لك.

وأخيرًا، إن المال لا يشتري الضمير الحي، ولا الإخلاص والنزاهة، ولا الثقة والأمانة، ولا نعمة البركة، ولا كثرة الأبناء، ولا رضا الوالدين، ولا أهم شيء في حياتك، وهو نعمة الإيمان.. لكنه قد يُؤمِّن لك أفضل اللباس، وأفضل الأكل، وأفضل المباني، وأرقى الأثاث.. وبالمقابل يسلب منك أشياء لا تُعوض بالمال؛ لأن المال ليس كل شيء، بل إنه قد يكون مصدر شر ونقمة، يُبتلى بها صاحبه.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org