الكفيف والتجارة الإلكترونية...!

من أعمدة الحياة، ومن أسس التعايش بين الناس منذ قديم الزمان، وإلى اليوم.. التجارة، باختلاف أنواعها. وبناء على التطور السريع الذي يشهده العالم في جميع النواحي فإن التطوُّر من ناحية التجارة تطوُّر ملحوظ واضح، بل التغيرات الجذرية التي طرأت على التجارة كثيرة وواضحة، منها: الانتقال الجزئي للتجارة الإلكترونية؛ فأصبحنا نلحظ بشكل واضح جدًّا أن المتاجر الإلكترونية منتشرة بشكل واسع في جميع أنحاء العالم، وأن جميع المتاجر الضخمة أو العريقة في أرض الواقع تفتح منصاتها الإلكترونية السهلة التعامل لمواكبة العصر، ومواكبة التطور، والتسهيل على الزبائن والمشترين؛ ولهذا كله أحببنا أن نوضح شيئًا من أسس التعامل مع التجارات الإلكترونية بشكل عام، وبالنسبة للكفيف خصوصًا؛ إذ إن الكثير من الأكِفَّاء اليوم يرون التجارة الإلكترونية شيئًا صعبًا، ولا يستطيعون القيام به. وهذا خطأ! فالتجارة الإلكترونية، وإنشاء المنصات الإلكترونية، والتسوق والبيع خلالها، أمرٌ يكاد يكون غاية في السهولة.. فقط، على المرء أن يتعلم الخطوات، والأساسيات، ومن ثم ينطلق لتجارته بائعًا، أو مشتريًا، وفي الحالين تبقى التجارة الإلكترونية هي الأسهل، والأكثر مواكبة للعصر، والأكثر ملاءمة لرؤية السعودية في 2030. وعلَّنا مع هذه المقدمة نُسدي إليكم نصيحة، إن كنتم من أصحاب التجارات على أرض الواقع، فلا يفوتنكم أن تُنشئوا متجرًا إلكترونيًّا، يفتح عليكم أبوابًا أوسع للعمل، ويفتح للمستخدمين أبوابًا أكبر للتعرف على متجركم.. وليكن دومًا من أهدافكم أن يكون لكم متجر إلكتروني؛ فالعالم اليوم متجه للتقنية.

ولذلك هناك مميزات كثيرة للمواقع الإلكترونية بالنسبة للمكفوفين، فلو أن مبصرًا أراد أن يفتتح متجرًا على أرض الواقع لاستطاع ذلك، لربما دون أن يحتاج لمعونة أو مساعدة من أحد، لكن الأمر هنا قد يختلف بالنسبة للكفيف؛ فالكفيف سيحتاج لرجل يقوده، ويساعده، ويكون عونًا له في هذا المتجر الواقعي.. هذا الأمر سيستطيع الكفيف أن يتخلص منه لو أنه افتتح متجره الإلكتروني. وعمومًا، سيستفيد الكفيف من جميع مميزات المواقع الإلكترونية؛ فستوفر عليه الكثير من الأموال والوقت، وستخفف الكثير من الأعباء التي قد يتولاها إن قام بإنشاء متجر تقليدي، على أنها ستفتح له المجال ليكون دخله من دخل المتجر الإلكتروني غير منقطع؛ إذ العمل على مدار الساعات كاملة، وستفتح أيضًا أمامه بوابة التجارة لجميع العالم، وكل ذلك سيكون بأقل التكاليف. جميع هذه التساهيل تضعها التجارة الإلكترونية أمام طريق الكفيف ممن يريد أن يفتتح مشروعه الإلكتروني.

ونتكلم تحت ظل هذه النقطة بأمر أيضًا، هو بعض النقاط التي يجب أن يتنبه الكفيف إليها؛ فقد يتهيأ لبعض الأكِفَّاء أن التجارة الإلكترونية صعبة! وهذا خطأ، سببه عدم التجربة؛ فليجرب.. ثم ليرَ كيف النتيجة. التعامل مع الإلكترونيات سهل. أنت الآن تقرأ هذا المقال عن طريق التقنية نفسها! ليس الأمر بالصعوبة تلك، الآن.. الكثير من المواقع الإلكترونية وفَّرت التعامل خلالها باللغة العربية، وغيرها من التسهيلات التي تساعد المستخدم كيفما كان، فقط تنبَّه لقوالب الشاشة، واستعملها لتكون متوافقة مع قارئ الشاشة الذي تستعمله؛ لأن القوالب تختلف من موقع لآخر.

من المشاكل التي قد يعتد بها بعض المكفوفين ضد المتاجر الإلكترونية هي بعض الصعوبات التي قد تواجه المكفوفين بالفعل، منها "تصوير المنتجات" و"اختيار المنتجات" و"موافقة الذوق العام".. وغير ذلك. فلنوضح أن التصوير، واختيار المنتجات، وموافقة الأذواق العامة، ليست مشكلتك وحدك أيها الكفيف، لا؛ إنما هي أمور يجب على كل من أراد أن ينشئ متجرًا إلكترونيًّا أن يهتم لأجلها؛ فالكثير ممن يعرضون بضائعهم على المتاجر إنما يستعينون بالمصورين بدلاً منهم؛ فليس الجميع يستطيع التصوير! والجميع أيضًا يستعينون بخبراء اختيار المنتجات؛ فالتجارة الحديثة لربما لا يستطيع الرجل أن يقوم بها وحده؛ لذا قد يتوجب عليه الاستعانة أحيانًا ببعض أصحاب الخبرات.. والتجارة تبقى تحتاج لشيء من التعب.

وعلى من يريد أن يفتتح متجرًا إلكترونيًّا أن يتعلم عن لوحة التحكم، التي هي اللوحة الأساسية في الموقع التي تتيح لمستخدمه أن يستقبل طلبات الزبائن، وينسق مع العملاء، ويتواصل مع شركات التوصيل.. وغير هذه المهمات. لوحة التحكم هي التي تسمح لصاحب الموقع بإدارة الموقع كاملاً.

أخيرًا.. وكنصيحة عابرة، أقول: إن الرجل منا إن أراد أن يفتتح متجرًا على أرض الواقع فإنه يبحث له عن مكان مميز على الشارع العام، أو على شارع مطروق من الناس.. وكذلك لزاما أن نعلم أن المتجر الإلكتروني يحتاج للتعهد من هذه الناحية؛ فيجب على من يريد أن يفتتح موقعًا إلكترونيًّا أن يداوم بالدعاية له، وأن يخصص مبلغًا محترمًا يدعم به متجره الإلكتروني؛ ليخرج لافتًا على مواقع التواصل الاجتماعي.. فهذه التفاصيل تكون سبب نجاح المشروع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org