لماذا يجعلك السعي وراء التوازن بين العمل والحياة مرهقاً؟

تم النشر في

كثيرون منا يسعون لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، لكن غالبًا ما يشعرون بأنهم في معركة خاسرة، وكأن عليهم التضحية بجانب من حياتهم لصالح الآخر. لكن هل هناك بديل أكثر فعالية؟

في الواقع، لا ينبغي أن يكون النجاح المهني على حساب حياتك الشخصية، والعكس صحيح. تشير الأبحاث إلى أننا نحقق أداءً أفضل، ونشعر بضغط أقل، عندما ندمج الجوانب الأربعة الأساسية لحياتنا: العمل، العائلة، المجتمع، والذات (العقل والجسد والروح).

من التوازن إلى “النجاحات الرباعية”

بدلًا من السعي لتحقيق توازن قد يكون غير واقعي، يمكننا تبنّي نهج “النجاحات الرباعية”، الذي يركز على إيجاد روابط بين هذه الجوانب المختلفة، بحيث يُثري كل منها الآخر. عند إدراكنا لهذا الترابط، نصبح أكثر قدرة على خلق فرص تعزز جميع جوانب حياتنا، بدلًا من التفكير في الأمر على أنه معادلة صفرية، حيث يكون النجاح في أحدها على حساب الآخر.

المثير للاهتمام أن تطبيق هذه الفكرة يبدأ غالبًا بتقليل التركيز الحصري على العمل وتخصيص مزيد من الوقت للجوانب الأخرى. قد يبدو هذا مقلقًا للبعض، لكنه يؤدي في الواقع إلى نتائج إيجابية، مثل تحسين التركيز، وزيادة الاستقرار، وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات أكثر فاعلية.

كيف تحقق نجاحًا متكاملًا؟

لتحقيق “النجاحات الرباعية”، يمكنك اتباع ثلاث استراتيجيات رئيسية:

1. كن واقعيًا: حدّد قيمك ورؤيتك للمستقبل

الانسجام بين جوانب حياتك يبدأ بالوضوح الذاتي. اسأل نفسك: ما هي قيمك الأساسية؟ ما الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك؟

جرب تمرينًا بسيطًا: تخيّل يومًا مثاليًا في حياتك المستقبلية. ماذا تفعل منذ لحظة استيقاظك حتى نهاية اليوم؟ من حولك؟ ما الأثر الذي تصنعه؟ هذا التمرين يساعدك على بناء رؤية واضحة توجه قراراتك اليومية.

2. كن متكاملًا: اعرف احتياجاتك واحتياجات من حولك

احترامك لجوانب حياتك المختلفة، وكذلك للأشخاص المهمين فيها، يعزز شعورك بالتوازن. بدلًا من افتراض ما يتوقعه الآخرون منك، تواصل معهم بصدق لمعرفة احتياجاتهم الحقيقية. استمع، استفسر، وكن مستعدًا لتقديم الدعم وتلقيه.

3. كن مبتكرًا: جرّب طرقًا جديدة لخلق التكامل

ابحث عن أساليب تعزز حياتك وحياة من حولك. يمكن أن يكون ذلك من خلال عادات بسيطة مثل:

• تقليل استخدام التكنولوجيا خلال الوقت العائلي.

• ممارسة التأمل أو الرياضة بانتظام.

• المشي في الطبيعة.

• القراءة والتعلم المستمر.

السر هنا هو الإيمان بأن أي تحسين تقوم به، مهما كان بسيطًا، لا يفيدك فقط، بل ينعكس إيجابيًا على جميع مجالات حياتك.

جربها بنفسك!

تعامل مع حياتك كمختبر، وكن العالم الذي يجرّب استراتيجيات جديدة ليكتشف ما يناسبه. جرّب هذه الطريقة لمدة شهر، لاحظ ما ينجح، وما يحتاج إلى تعديل. ستجد نفسك أكثر ثقة، وأقل توترًا، وأكثر قدرة على تحقيق النجاح الشامل، لك وللآخرين من حولك.

ملك الحازمي

منصة اكس/@Malak_mah

https://x.com/malak_mah?s=21

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org