الجموع التي لا تُرى!!
لا يمكن أن نرى كل الطائرات التي تسبح في الفضاء جملة واحدة، حتى النجوم.. كما لا يمكن أن نرى كل الأسماك في أعماق البحر، حتى اللآلئ.. كذلك الأنفس البشرية على الأرض، حتى السيارات.. فإننا لا يمكن أن نراها جملة واحدة؛ فما نراه هو الجزء الجغرافي لقدرة حدقة العين فقط.
الطائرات، النجوم، الأسماك، اللآلئ، الأنفس والسيارات.. تختلف في أحجامها، أعمارها، ظروفها وأدوارها.
كل هذه المقدمة كي أقول: إن الإنسان يعيش على هذه البسيطة مسيَّر وليس مخيرًا؛ فنحن نعيش في هذا الكوكب الأرضي بظروف مختلفة، وفق أقدار خالق الأرض والسماوات؛ فهو مصرف الكون، ومقدر الأسباب، وموزع الأرزاق.
الغني عائش، والفقير عائش، وكل ما نراه من فروق بينهما تراها في الليل والنهار، وما يحدث من متغيرات صباح مساء.. كذلك في الإنسان، فهو ميسَّر لما خُلق له، ولا غرابة!!
هذا التسيير، وذاك التيسير، خيارهما بيد الخالق الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، بيده كل شيء، وهو السميع البصير!!
إذن.. لا تحزن، ولا تفرح، فأنت في معية الله، وفي حفظ الله، فلا تجزع من موت، ولا تيأس من حياة؛ فالفكر والعقل يجعلانك تعي ما حولك، لكنك لا تعي ما في الكون.. واعلم أن التدابير بيد مُدبِّر الكون، وما نحن إلا ذرة، فُضِّلنا على كثير من مخلوقاته!!