وتتواصل نجاحات مواسم الحج..

وتتواصل نجاحات مواسم الحج..

في البداية، وقبل كل شيء، لا بد من التقدُّم بالتهنئة لمملكتنا حكومة وشعبًا، وفي مقدمتهم قيادتنا الحكيمة ممثلة في سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان-حفظهما الله-؛ بنجاح موسم حج 1443هـ، الذي حقق نجاحًا مبهرًا، ولاسيما أنه أتى بعد انحسار جائحة كورونا، التي ألقت بظلالها وآثارها على كل دول العالم؛ إذ تخوَّف الكثيرون من تفشي أمراض مختلفة في موسم الحج، ولكن -بحمد الله- لم يحدث أي تفشٍّ لأي مرض.

إن المنظومة التي عملت في خدمة ضيوف بيت الله الحرام، التي تتكون من ثلاثين جهة حكومية، إضافة إلى مائة وسبعين جهة، مثَّلت شركات القطاع الخاص، استطاعت بفضل التوجيهات المباشرة من قيادة البلاد، ومتابعة متواصلة من اللجنة العليا للحج برئاسة سمو وزير الداخلية، أن تبهرنا بالنجاح الكبير واللافت في تقديم خدمات لا تُحصى ولا تُعد لحجاج بيت الله الحرام، من خدمات أمنية وصحية، بجانب الخدمات اللوجستية، وكذلك النصح الإرشاد والتوعية.. التي حملت شعار "بسلام آمنين".

وعلى الرغم من الأعداد الضخمة والهائلة لحج هذا العام، التي قاربت المليون حاج، أغلبيتهم يمثلون حجاج الخارج من المنافذ المختلفة، برًّا وبحرًا وجوًّا، لكن بفضل الخطة المُحكمة والحكيمة خرج الحج في صورة آمنة ومستقرة؛ نالت إعجاب العالم، خاصة المنظمات والتنظيمات التطوعية والخيرية والإنسانية على المستويَيْن الإقليمي والعالمي.

إن الكوادر الوطنية للمملكة قد أثبتت أنها على قدر التحدي، وأنها قادرة على صنع الفارق؛ فقد أدخلت في نفوسنا الطمأنينة على مدى قدرتها على إدارة أكبر تجمُّع عالمي في العالم، تأتيه جنسيات من مختلف دول العالم، بمختلف لغاتهم، ورغم كل ذلك حققنا نجاحًا كبيرًا في حشد إمكانيات البشرية؛ ليمرَّ موسم حج هذا العام والحجاج يؤدون مناسكهم بكل طمأنينة وأمن وسلام؛ ليتم إنزال شعار الحج إلى أرض الواقع: "بسلام آمنين"، دون مَنِّ ولا أذى.

لقد ظلت قيادة السعودية تنفق على الحج دون انتظار أي مقابل؛ إذ إجمالي إنفاق الدولة على موسم حج هذا العام أكثر من ثلاثة مليارات ريال سعودي، منها الإنفاق على التوسعات والبنى التحتية، بجانب الخدمات الأساسية. إنه إنفاق بسخاء دون انتظار أي عائد من أي جهة. وإضافة إلى ذلك هناك أيضًا الخدمات الصحية المجانية التي تم تقديمها لضيوف الرحمن؛ إذ قام أكثر من 230 ألف منشأة صحية، وأكثر من 25 ألفًا من العاملين بالطاقم الطبي، بتقديم الرعاية الصحية للحجيج؛ الأمر الذي ساهم في نجاح موسم الحج.

إن نجاح موسم حج هذا العام يُحسب لكل الشعب السعودي، وفي مقدمتهم قادة هذه البلاد الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والمسلمين. وهذا النجاح يصبُّ في إطار النجاحات العديدة التي حققتها مملكتنا الحبيبة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -رعاهما الله-. نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسنات قادتنا الكرام، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم علينا نِعَم الأمن والأمان والاستقرار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org